من أكثر الأشياء المطالبة بها المرأة في كل زمان هي العفة؛ والعفة مطلوبة للمرأة عموماً، وللنساء المسلمات على وجه الخصوص؛ لأن المرأة المسلمة مطالبة بحماية نفسها وحماية الرجال عن الوقوع في الفواحش التي تحدث عند غياب العفة.
Table of Contents
مفهوم العفّة
العفة هي الابتعاد عن الحرام والكف عن الآثام، ويطلق مصطلح عفة المرأة وغالباً ما يقصد به المرأة التي تحفظ نفسها عن الأخلاق السيئة والأفعال الممقوتة؛ فلا تكن زانية، ولا متبرجة، ولا فاحشة ولا بذيئة، ولا تخالط الرجال ولا تتجرّأ على مجالستهم.
إنّ الله – سبحانه وتعالى – قد فرض العفة على نساء المسلمين وعلى رجالهم أيضاً، وسورة النور خير دليل على هذا؛ فهي بمثابة نور للمؤمنين والمؤمنات؛ حيث تناولت الزنا وهو الفاحشة الكبرى وحددت عقوبة فاعليه.
وإنّ نساء المسلمين واجب عليهن – وبخاصة في زمن الفتن هذا – أن يتحلّيْن بخلق العفة والحياء، والتمسك بهما رغم كل ما يتعرضن له من دعوات شاذة إلى الانحراف واتباع الانحلال والتبرج والتخلي عن الدين والحجاب؛ فليرفضنَ هذه الدعوات المرذولة؛ طاعة لله، ونصرة لدينه، وسنة رسوله ﷺ.
أنواع العفة
إذا ما أردنا الحديث عن العفة بشكل أكثر تعمقاً فيمكننا أن نقسّمها إلى أنواع على النحو التالي:
- عفة الجوارح: والجوارح هي الحواس، فصيانتها عن الحرام تعني عفّتها، فتحدث عفة الجوارح للمرأة بأن تغض بصرها عن العورات، وتحفظ فُرُوجها، وتصون بدنها؛ فلا تبديه، وتجتنب باقي المحرمات والكبائر من الذنوب.
- العفة في الكسب: بأن تأكل المرأة من الحلال وترفض الحرام مهما كانت الظروف، وأن لا تمد يدها إلى الناس وتستغني عنهم؛ لأن الغنى غنى النفس.
معالم وطرق العفّة
إنّ للعفة طرقاً توصل إليها وتعين عليها، ويجب على المسلمين بشكل عام الالتزام بهذه الطرق؛ للوصول إلى مجتمع قويم عفيف، ومن معالم العفة ما يأتي:
- تطبيق الشريعة الإسلامية وأحكامها وإقامة الحدود على مرتكبي الفواحش؛ حتى يكونوا عبرة لباقي المجتمع؛ فتختفي منه الرذيلة.
- نبذ الزناة والزانيات وجريمة الزنا عموماً، والتصدي لمن يدّعون بأنه حرية شخصية ومعاقبتهم؛ وبالتالي يعلو صوت العفة وتنتشر الفضيلة.
- عدم قذف المحصنات دون شهود؛ لأن الله تعالى حرّمه وجعل عقابه ثمانين جلدة؛ فينبغي تطبيق هذا الحد في المجتمع.
- غض البصر؛ وهو أقوى طرق العفة فينبغي على الرجال والنساء غض البصر عن الجنس الآخر وعدم النظر إلى العورات؛ لأن هذا ينافي العفة.
- عدم دخول البيوت بشكل مفاجئ ودون استئذان أهلها؛ فهذا بعكس العفة التي ينبغي معها الاستئذان لعدم الاطلاع على العورة.
العفة والتبرج
ينبغي أن تعلم جميع النساء أن التبرج هو أخطر شيء على العفة، فهو الباب الأكبر للوقوع في الفاحشة، وقد قال الله تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب 33].
فأمر سبحانه بعدم التبرج والتكشف أمام الرجال الغرباء، ومن المعلوم أنّ الإسلام يفرض على النساء ارتداء الحجاب واللباس الواسع الذي يفتن الرجال ويثير غرائزهم، ولا جدال في أن هذا أفضل طريق لحفظ المجتمع من الظواهر السلبية كالتحرش والجرائم الأخرى بحق النساء، كما أنه باب عظيم لحفظ الأعراض.
فوائد العفة
للعفة فوائد كبيرة في الدنيا والآخرة؛ فهي تمثل النجاة للمسلمين، ونذكر منها ما يأتي:
- إنّ الإنسان العفيف من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ولا شك أنّ للمرأة العفيفة الأجر والثواب العظيم في الآخرة.
- إنّ الذين يردون العفاف، ولا يبحثون عن قضاء الشهوة بطرق محرمة مثل الزنا والعادة السرية يغنيهم الله من فضله؛ فقال تعالى: ﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور 33].
- وإنّ العفة سبب عظيم لتفريج الكروب والخروج من الضيق، والعفة طريق للنجاة يوم القيامة.
التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.