تشجع العديد من الأمهات طفلها، علي القيام بضرب أي شخص يضربه وتتوقع أن بهذه الطريقة يمتلك الطفل القدرة على حماية نفسه من التعرض للهجوم أو الضرب، من أقرانه في المدرسة أو في أي مكان آخر. وبالتالي يصبح قوياً من وجهة نظرهم لأنه يستطيع ضربهم. ولكن هل هذه الطريقة التي تعلميها لطفلك الصغير ستجعله طفل سوى وشجاع بالفعل؟ وما هو الشكل الصحيح لدفاع الطفل عن نفسه ضد من يضربه؟
ونظراً لأهمية الموضوع سنتناول الطريقة المثالية لتعليم طفلك الدفاع عن نفسه وخطوات تشجيع الطفل للدفاع عن نفسه وتعزيز ثقته كما سنقدم العديد من النصائح لتربية طفلك تربية صحيحة نفسياً ، تابعي معنا المقال الاتي:
Table of Contents
كيف يستطيع ابني الدفاع عن نفسه ضد من يضربه؟
بمجرد تشجيع طفلك على ضرب من يضربه، فإنك تزرعي بداخله فكره أن من يضربه سيعتدى عليه حتماً. وهذا ما سوف يجعله ينتظر حتى يتلقى الضربة بالفعل، ثم يبدأ في الرد بنفس الأسلوب. لذلك تكون تصرفاته ما هي إلا مجرد رد فعل يجعله يظل طول الوقت إما خائف او غير مستقر، أو يتحول إلى طفل قاسي يمارس العنف ضد الأطفال الآخرين. وبالتالي من الضروري التثقيف الصحي لأنه يساعد على زيادة ثقة الطفل بنفسه ومعرفة خصوصية جسده، وجعله لا يسمح لأي شخص بالتعدي عليه. بالإضافة إلى زيادة قدرته على السيطرة على المواقف، كما سيساعده على حماية نفسه وصد الأذى بقوة وثقة ووعي.
كيف اخلي طفلي جريء ؟
تأكدِ من أن الطريقة التي تقومي بتعليم طفلك بها تؤثر بشكل مباشر على شخصيته وطريقه تصرفه في المواقف المختلفة، وإليك الآن خطوات تشجيع طفلك ليستطيع الدفاع عن نفسه بشكل صحيح، والتي منها:
عززي ثقة طفلك بنفسه
يحاول المعتدي العثور على طفل ضعيف الشخصية وغير واثق بنفسه، ويتحدث بنبرة صوت ضعيفة، وعندما يجده يراه فريسة سهلة له لأنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه. لذلك، فإن الخطوة الأساسية هي تعزيز ثقة طفلك بنفسه ليستطيع التصرف عندما يواجه الأمر.
تنمية المهارات الاجتماعية لديه
الطفل الذي يكون ضحية المعتدي، عادة ما يكون طفل وحيد وليس لديه أصدقاء، ويجلس معظم الوقت وحده في هدوء، كذلك يتجنب الاختلاط مع الآخرين. وحينما يعثر المعتدي على هذا الطفل يجده الطفل المثالي. لذلك، أهتمي بتنمية مهارات الاتصال لدى طفلك، حتى يتمكن من التفاعل مع الآخرين. وتكوين علاقات جيدة مع أقرانهم، ليتمكن من الدفاع عن نفسه.
التحدث معه عن خصوصية جسده
تكلمي معه عن المساحات المسموح التعامل بها مع الآخرين، وكيفية وضع حدود بخصوص جسده، وهذه الحدود التي تم وضعها يجب أن يتوقف عندها الآخرون. وعلميه أن لديه الحق في الاعتراض، وشجعيه دائماً على التعبير عن مشاعره.
أساسيات التعامل
علميه كيف يرد بثقة وحزم ضد من يحاول انتهاك خصوصيته أو التعدي عليه، وذلك من خلال وجه صارم دون قلق أو تردد. وأن يقوم بإخبار من يحاول التعدي عليه بأنه من غير مسموح له بفعل ذلك التصرف معه. ففي معظم الحالات يتراجع المعتدي عن إساءة الطفل الواثق من نفسه ذو الوجه الجاد. أيضا علميه كيف يحمي نفسه جسدياً. وكيف يصد أي ضربة باستخدام أساسيات الدفاع عن النفس. كذلك قومي بتدريبه في البيت على كيفية الدفاع والحفاظ عن نفسه.
ممارسة الأنشطة الرياضية
دعي طفلك يختار أي نشاط رياضي. وذلك ليس فقط للدفاع عن نفسه، ولكن لأهميته نفسياً وللحفاظ على صحته البدنية.
كيف أجعل ابني يثق في نفسه
- لا تقارني طفلك بالأطفال الآخرين لتجنب الإحساس بالدونية وأعلمي أن هناك فروق فردية بين الأطفال ويجب مراعاتها ولا تنسي أن لكل طفل قدراته.
- قومي بتشجيعه على تحسين أدائه الحالي، وقارنيه بأدائه السابق، من أجل التقدم والإنجاز. وسلطي الضوء على ما يميز شخصيته. وإذا فشل بشيء ما، امدحي في تفوقه في شيء آخر حتى يشعر بالثقة والقبول.
- أكثري من عبارات التشجيع لطفلك، مثل “يمكنك القيام بذلك”، من أجل أن يشعر بقيمة نفسه وأخبريه أنكِ فجوره بتفوقه في أي مادة أو على أي سلوك مناسب قام به، ولكن بحدود حتى لا يصاب بالكبر والغرور.
- مهم أن تنصتي لحديث طفلك بكل حواسك، ولا تقاطعي أو تنهي كلامه قبل أن ينهى كلامه بنفسه، حتى يعبر عن نفسه وأطلقي له المجال ليتحدث عن ما يدور بعقله. وردي على جميع أسئلته، ليشعر بأهميته ويثق بنفسه.
- لا تقومي بنقد واستخدام الألقاب الهادمة، أو تسبيه بالشتائم المخالفة والمساهمة في تشويه صورته أمام نفسه. حتى لا يصدق ذلك الكلام ويقوم بترجمة هذه المعايير الخاطئة إلى سلوك فعلي، فيصبح شخصية مهزوزة لا تثق في من حولها ولا في نفسها.
- لا تكثري في العقاب واللوم والوعظ، إذا أخطاء في مشكلة محددة، حتى لا يشعر طفلك بأنه دائما مذنب، ولا يستحق الاحترام.
- نمى مواهبه وشجاعته ووفري له الأدوات الملائمة التي تساعده كأدوات الرسم إذا كان يحب الرسم أو الكتب إذا كان يحب القراءة
- ارفعي من معنوياته من خلال تزويده بالمهارات والخبرات، مثل: الشراكة في العمل الخيري أو التطوعي، أو القيام برياضة معينة حتى تعززي ثقته بنفسه وتنمي من قدرته على التعامل مع الآخرين.
نصائح لتربية طفلك تربية صحيحة نفسياً
- علميه تحمل مسؤولية تصرفاته وأفعاله ودعي له الفرصة للتعبير عن نفسه من خلال الخبرة والتحقق من الخطأ، حتى يتعلم تصحيح السلوك غير المرغوب فيه بالسلوك المرغوب فيه.
- كلفي طفلك بواجبات ومسؤوليات، وقومي بمدحه ومكافئته عند إنجازها لتعزيز ثقته بنفسه. وعلمية كيف يدخر ماله حتى يستطيع شراء ما يريده بماله الخاص. وكذلك، الدفاع عن نفسه، بما يتماشى مع عمره.
- شجعي طفلك على اكتساب الصداقات، وقومي بتوفير الفرصة له لإنشاء علاقات مع من يتماشى مع عمره.
- وشجعيه على اللعب الجماعي مع الأطفال الآخرين، ولا تتداخلي إلا عند الضرورة فقط، ليكن له شخصية مستقلة.
- شجعي طفلك على التعبير عن رأيه، وخذي رأيه من وقت لآخر، ودعيه يعبر عن مشاعره دون القلق أو التردد.
- علمي طفلك الطريقة الصحيحة اللازمة للتحدث وشرح ما أراده للناس.
- علمي طفلك كيفية وضع أهداف لنفسه وكيفية الوصول له، وتحقق من إدراكه من خلال خطوات متسقة.
- أعطيه فرصة للاختيار وتحديد ما يريده. ولا تختاري دائما الملابس والألعاب والكتب التي تثير اهتمامك أنت دون أن تأخذي برأيه. واحترمي خصوصيته ولا تأخذي أي شيء من ممتلكاته دون الإذن.
- أعطبه فرصة الاستقرار على الهدايا التي سيتم تقديمها للآخرين. وقدميه للضيوف في المناسبات الاجتماعية ولا تتصرفي كما لو أنه غير موجود، لتحقيق الثقة.
- لا تكوني مبالغة في خوفك عليه، وتقومي بتجاوز حدود الحماية المعقولة. ذلك ما يجعله يخاف من التعامل مع الآخرين، كذلك خوفه من خوض أي تجربة جديدة غير معتاد عليها، مما يضعف ويقلل من ثقته بنفسه.
- عبري عن حبك له دائماً، وأحسني معاملته دائما أمام الآخرين، ولا تقللي منه، حتى يشعر بالأمان والثقة.
- تصرفي بثقة أمام طفلك، فثقتك في نفسك وصدقك في تعاملاتك مع الآخرين، سيساعد على تعزيز هذه الفكرة عنده.
- لا تنسي أنه طفل صغير، فدعيه يعيش طفولته، لأن اللعب يساعد على نموه بشكل صحيح.
الخلاصة
وأخيراً، تتمنى كل أم أن طفلها لا يتعرض لأي ضرر، لكن يجب أن تعرفي أن كل موقف يتعرض له طفلك، يكتسب منه خبرة جديدة. ويجب أن تكوني مصدراً لدعم دائم له. وعلمية كيف يدافع الطفل عن نفسه. واعلمي أن طريقه تربيتك لطفلك هي التي تجعل منه طفل واثق في نفسه.
التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.