هناك سؤال يدور في رأس كل أم وهو كيف نربي أبننا ليصبح رجلاً ولكن لا داعي للقلق، فكل الرجال كانوا أطفالًا في يوماً من الأيام. ومن المعروف أن تربية الرجل تربية حقيقية وعدم الاكتفاء بالقول من الأمور الهامة خاصةً بعد أن أصبحت مجتمعاتنا العربية تغرس الكثير من المفاهيم والمعاني الخاطئة حول الذكورة.
لذا سنتناول في هذا المقال كيف يمكن للأمهات تعليم طفلها المسؤولية والالتزام ومساعدتها في الأعمال المنزلية، ورفعه جيدًا حتى يصبح رجلاً حقيقياً تفخر به.
Table of Contents
كيفية تربية الرجال
هناك بعض القيم التي يجب عليك ببساطة أن تربيها بداخل طفلك حتى يكبر بشكل صحي يقدر نفسه والأشخاص من حوله، ومن هذه القيم:
علمية أن الأعمال المنزلية ليست مجرد وظيفة للمرأة
لا تطلبي من أخته مساعدتك في الطهي وتنظيف المنزل بينما يلعب أبنك، فقومي بطلب المساعدة منه هو أيضاً وعلمية أن له دورًا مُهِمًّا في الأعمال المنزلية مثل أي شخص آخر داخل المنزل، ليست أخته فقط. وإن هناك مهارات مثل أساسيات طهي الطعام وغسل الملابس وتنظيف المنزل، ويجب أن يتعلمها كل إنسان.
التعبير عن مشاعره
من قال إن الإنسان لا يبكي، وغرس في أذهاننا أن الرجولة تكفي لصلابة الشجاعة، فهذا القول الخطأ. ذلك لأن الأشخاص تبكي للتعبير عن نفسها عند الشعور بالحزن وليس في هذا شيء مخجل أو محرج، والرجل لديه الحق في تحديد مشاعره وحبه لكل من حوله. ورقة المشاعر لا تعني “التدليل” والقساوة ليست مرادفة للذكورة، لأن القساوة لا تنتج سوى شخص مليء بالتشوهات النفسية.
أهمية النظافة الخاصة
الاستحمام يومًا بعد يوم، وقص الأظافر، وتنظيف الملابس، وحلق الشعر الزائد داخل الإبطين والعانة، واستخدام مزيلات العرق، كلها أشياء يجب أن يتعلمها طفلك منذ صغره. والرعاية الذاتية والنظافة الشخصية لا تقتصر على النساء فقط.
الانتباه للمظهر
ليس من العار أن يحتاج الصبي للعناية ببشرته وشعره، فلا ينتقص من رجولته أنه يهتم بتنظيف بشرته وصنع أقنعة لشعره وبشرته من حين لآخر، خاصة في فترة المراهقة. وذلك لأنه قد يعاني خلالها من مظهر البثور مما قد يؤثر على ثقته بمظهره، وهي أمور قد يخجل من الاعتراف بها. بينما قد تعترف الفتاة أن هناك شيئًا يزعجها في مظهرها ويسعى إلى تعزيزه، ولكن الأولاد يجدون عبئًا في الاعتراف بهذا الأمر، وكأن الاستماع إلى مظهرهم ينتقص من رجولتهم، فعوديه منذ الصغر على ترطيب شفتيه وبشرته وأن هذا الأمر ليس مخجل على الإطلاق.
طريقة اختيار ملابسه
إن الأناقة واختيار الألوان المناسبة ليس أمرًا يجب أن يقتصر على النساء فقط، ولكن فهو للرجال أيضاً. ويجب أن تعلمي طفلك أن يسعى لتطوير طريقة للجمال والأناقة لديه. وتعليمه أساسيات كي الملابس وحفظها وتعليقها.
الالتزام والمسؤولية
دربيه على المسؤولية والالتزام بواجبات متنوعة، وأعطيه بعض المهام اليومية المناسبة لسنه، سواء كانت ترتيب غرفته أو مساعدتك في غسل الأطباق.
كسر الحواجز بينكما
لا تخجلي من معانقة ابنك وإمساك يديه والتعبير عن مشاعرك له. وذلك لأنه يحتاج إلى حبك وأحضانك وقبلاتك، حتى عندما يصبح أطول منك وينمو شاربه. ولا تجعليه يخجل من التعبير عن مشاعره، حتى لا يتقدم في السن ويكبر بهذه الحواجز. فيجد بعض الرجال صعوبة في احتضان زوجاتهما وصغارهم، لأنهم لم يجدوا هذا النوع من التعبير عن المشاعر أثناء تربيتهم.
إدارة الوقت والانضباط
فرغي طاقة طفلك الحركية من خلال هذه الطرق ممارسة الرياضة واللعب في الهواء الطلق، وعلميه أهمية الانضباط في الدراسة والقراءة والكتابة.
مواهبه ليست مكبوتة
ركزي على مواهب طفلك والجوانب الفنية في شخصيته، مثل الرسم والموسيقى والفنون الأخرى. وإذا كان أبنك مهتماً بأي منهما. قومي بتعليمه الشيء الذي يحبه ونمي المهارة والموهبة التي بداخله. كما قومي أيضاً بتنمية إحساسه بالجمال والموسيقى والرسم والأنشطة المختلفة التي تحفز مهاراته الفكرية والعقلية.
المعاني الحقيقية للبطولة
الأولاد الصغار مفتونون بالأبطال الخارقين مثل باتمان، سبايدر مان، سوبرمان والكثير من الآخرين الذين يشاهدونهم على شاشات التلفزيون والسينما. مع العلم أن البطولة المهمة هي في الإخلاص والصدق والدفاع عن الواقع وليست في بطل الفيلم أو الشخصيات الكرتونية، لذا يجب أن تخبريه بذلك.
الإقرار بالخطأ والاعتذار
علمه أيضًا أن الاعتراف بالخطأ لا ينتقص من قيمة الشخص والاعتذار لا يقلل من قيمته، والذي يقلل منه حَقًّا هو الإصرار على الخطأ، ولتدريب طفلك على ذلك بطريقة غير مباشرة قومي بالاعتذار إذا أخطأتِ في حقه في شيء.
احترام وتقدير المرأة
علمه أن الفتاة هي والدته وأخته وابنته وشريكته وزميلته، وأن لها حقوقًا تمامًا مثل حقوقه. ليس من الصواب أن يتم التقليل من شأنها ومن عقلها ومهاراتها. وعلميه الطريقة الصحيحة وكيفية التعامل مع الفتيات. لأن بعض الأطفال الذكور، خاصة أولئك الذين ليس لديهم أخوات بنات، لا يجيدون التعامل مع الفتيات بأدب ولباقة، كما أن نكاتهم تحمل مسحة من “الغباء.
لا تخجل من ضعفه
يجب ألا يخجل طفلك أيضًا من لحظات ضعفه. علميه أن الضعف قد يكون شيئًا بَشَرِيًّا طَبِيعِيًّا نمر به جميعًا. وأن الضعف والخطأ جزءًا من طريقنا للتعلم والتغيير إلى الأعلى.
الألعاب الشائعة
شاركيه الألعاب الحركية حتى لا يعتقد أنها مقتصرة على الرجال فقط، وقومي بلعب معه كرة القدم وشاركيه في القفز والجري. وإذا اكتشفتِ أنه يميل إلى اللعب بألعاب المطبخ، اتركيه للقيام واللعب بذلك.
الشخصية المثالية
كوني أمامه شخصية مثالية حتى يصبح هكذا فيما بعد، واجعليه يشارك والده في اتخاذ القرارات ليدرك كيف يتم تحقيق النجاح، ولا تجعل يومك يقتصر على الطبخ والأعمال المنزلية. لكن رَكَّزَ أيضاً على القراءة وتنمية مواهبك. ومهاراتك في كل وقت حتى يكتسب ذلك منك.
كيفية اختيار الأصدقاء
غالبًا ما يأتي التأثير الأفضل على شخصية الشباب من دائرة أصدقائهم، لذلك يجب أن يعرف كيف يختار أصدقائه جيداً، خاصة في مرحلة المراهقة. وهو الأمر الذي يمكن أن يحدث تِلْقَائِيًّا إذا كانت أسس التنشئة جيدة.
يجب الصدق والاعتراف بالخطأ
يقع بعض الآباء والأمهات في فخ الشجار على كل شيء سواء حتى لو كان صغيراً، مما يستهلك طاقتهم وبالتالي طاقة أطفالهم. ويجعلهم يشعرون بالضيق وعدم وجود مساحة للحرية. وحتى لا يتعرض أبنك لذلك قومي بتحديد الأولويات التي لا تقبل الجدل ولا تقبل أوجه القصور، مع ترك مجال للخطأ والحرية في بقية الجوانب.
واستمعي إليه دائمًا دون مهاجمته حتى لا يؤثر ذلك على ثقته بنفسه، حتى وإن كان ما يقوله كارثة عليكِ، فلا تغلقي باب الحديث والصراحة في وجهه أبدًا، ولا تبالغي في زيادة شعوره بالذنب، خاصة إذا كان يعترف بخطئه. كذلك ليس هناك حاجة لتذكيره بذلك ومعايرته دائماً.
عدم استغلال المشاعر
بتكرار بعض الكلمات مثل:” غاضبة منك، زعلانة منك “سَتَرْتَكِبُ بسهولة خطأ فادحًا أثناء تربيته. وذلك لأنها تعد طريقة لاستغلال مشاعر الآخرين والضغط عليهم. وسيقوم هو أيضاً باستخدام هذا الأسلوب في كل شيء سواء كان كبير أو صغير.
إزالة السباب والسب من قاموسه اللغوي
غالبًا ما يكتسب طفلك هذا أيضًا بشكل غير مباشر منك، لذلك لا تنهيه أو تأذيه بكلمات قد تقلل من شأنه. وتؤدي إلى شعوره بالإهانة حتى في أوقات العصبية والغضب.
التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.