تواجه الحامل العديد من المشاكل والتحديات خلال رحلة الحمل وحتى الولادة ، والتي قد تؤثر على صحتها وصحة جنينها. ومن أهم هذه المشاكل التي إذا لم يتم علاجها فقد تؤدى إلى إصابة الجنين بأمراض وعيوب خلقية. كما انه من الممكن ان تؤدى إلى وفاة الجنين في بعض الحالات أو ولادته ميت فتعد مشكلة نقص ماء الجنين أو كما تسمى نقص السائل الأمنيوسى. حيث ان السائل الأمنيوسى يعمل كوسادة تحمى الجنين وتتيح له مجالاً للنمو والحركة.
لذلك سنتعرف في هذا المقال على مشكلة نقص السائل الأمنيوسى وأسباب حدوثه وأعراضه وطرق علاجه.
Table of Contents
الماء حول الجنين
الماء حول الجنين أو السائل الأمنيوسى هو سائل حمضي يحيط بالجنين طوال فترة الحمل، ويفرز من الأغشية الأمنيوسية التي تحيط بالجنين داخل الرحم ومن جسد الجنين أيضاً. ويعتبر هذا السائل المقياس الذى يحدد الأطباء بناء عليه حالة الجنين الصحية ، ووظيفته تكمن في تسهيل حركة الجنين بالإضافة إلى حمايته من أي أذى أو إصابة أو التهابات. كما يعمل هذا السائل على مساعدة الجهاز الهضمي والرئتين على الاكتمال ، ويمنع أيضاً التصاق أعضاء الجنين الخارجية ببعضها. ومن فوائد ماء الجنين الأخرى ما يلى:
- يحمى السائل الأمنيوسى الجنين من الضغوطات الخارجية ، فهو كالوسادة التي تمتص الصدمات.
- يعزل السائل الجنين مما يحافظ على الدفء وثبات درجة حرارة الجنين .
- يحتوى السائل على أجسام مضادة تعمل على وقاية الجنين من العدوى.
- يساعد السائل على تطوير عضلات وعظام الجنين فالجنين يكون طافياً علي السائل مما يعطيه حرية الحركة.
- يمنع السائل الضغط على الحبل السرى الذى تكمن وظيفته في نقل الطعام والأكسجين لجنين من خلال المشيمة.
نقص ماء الجنين
نقص ماء الجنين أو قلة السائل الأمنيوسى عبارة عن انخفاض مستويات السائل الأمنيوسى ، ويمكن أن يصيب الحامل في أي شهر. لكن إذا أصاب الحامل في الشهور الستة الأولى من الحمل قد يسبب مشاكل كبيرة. وذلك لأنه يزيد من خطر إصابة الجنين بعيوب خلقية كما قد يتسبب في ولادة الجنين مبكراً أو ولادة الجنين ميت.
الشهر السابع من الحمل
الشهر السابع من الحمل هو الشهر الذى يبدأ فيه الثلث الأخير من الحمل أي أن موعد الولادة يكون قريب. ويكون الجنين مع نهايته بطول 36 سم تقريباً ووزن يتراوح من 900 إلى 1800 جرام. كما ينتبه الجنين في هذا الشهر للأصوات الخارجية والمنبهات مثل الألم والضوء فالسمع يكون قد تطور بشكل كامل. وغالباً عندما يولد الجنين في هذا الشهر يتمكن من العيش لكن تحت الرعاية الطبية السليمة.
نقص الماء حول الجنين في الشهر السابع
انخفاض السائل الأمنيوسى يحدث غالباً بداية من الشهر السابع وحتى الشهر التاسع ، ويكون بسبب اكتمال نمو الجنين الكلى حيث يبدأ الجنين بابتلاع السائل الأمنيوسى وإخراجه على هيئة بول بشكل طبيعي. مما يؤدى إلى تغير نسبة السائل يومياً ، لذلك يتابع الأطباء خلال هذه الفترة مستوى السائل عبر إجراء فحص الأشعة بالموجات فوق الصوتية. وذلك لتحديد كمية الماء حول الجنين ومراقبة نمو الجنين بشكل سليم وحتى يتم تزويد الأم بالسوائل عبر الوريد إذا انخفض السائل عن المستوى الطبيعي لتعويض النقص. بالإضافة إلى الحفاظ على رطوبة الطفل لمنع حدوث أي مضاعفات عند الولادة أو حدوث ولادة مبكرة في الشهر السابع.
أسباب نقص ماء الجنين
- المسالك البولية وتطور الكلى والعيوب الخلقية التي تتسبب في إنتاج القليل من البول تؤدى إلى انخفاض مستويات الماء حول الجنين.
- تجاوز موعد الولادة يتسبب في انخفاض مستويات السائل الأمنيوسي.
- إصابة الأم بالمشاكل الصحية كالجفاف أو السكرى أو تسمم الحمل أو ارتفاع ضغط الدم أو نقص الأكسجين المزمن ، فالمشاكل الصحية تؤثر على مستويات السائل الأمنيوسي.
- تمزق الأغشية تتسبب في انخفاض مستويات السائل الأمنيوسى.
- مشاكل المشيمة: إذا كانت المشيمة لا تغذى الطفل ولا توفر له ما يكفى من الدم ، فهذا قد يؤدى إلى توقف الطفل عن إعادة تدوير السوائل.
أعراض نقص ماء الجنين
الأعراض الرئيسية لانخفاض مستوى ماء الجنين أو السائل الأمنيوسي تكون غير واضحة، لذلك من المهم أن تقوم الحامل بجميع فحوصات ما قبل الولادة. ومن أعراض نقص ماء الجنين التي تظهر على الحامل ما يلى:
- صغر حجم الرحم مقارنة بعمر الجنين.
- عدم اكتساب الحامل أي وزن إضافي أثناء الحمل.
- انخفاض معدل ضربات قلب الجنين بشكل مفاجئ.
- قلة حركة ونشاط الجنين.
- تسرب السوائل من المهبل.
مخاطر نقص ماء الجنين
مضاعفات نقص ماء الجنين التي تكتشف في النصف الأول من الحمل تكون أكثر خطورة، فقد تتسبب في عيوب خلقية للجنين كما تزيد من احتمالية الإجهاض أو ولادة الجنين ميت. أما إذا تم الكشف عن نقص ماء الجنين في النصف الثاني من الحمل فالمضاعفات تشمل ما يلى:
- الولادة المبكرة قبل الموعد الطبيعي.
- الولادة القيصرية.
- تقييد نمو الجنين داخل الرحم (IUGR).
- انقطاع الحبل السرى.
تشخيص نقص ماء الجنين في الشهر السابع
يحدث نقص السائل الأمنيوسى أو نقص ماء الجنين لحوالي 4% من الحوامل بشكل عام وحوالى 12% من النساء المتأخرة في الولادة بشكل خاص ، والتي تتجاوز 42 أسبوعاً دون ولادة. ويتم تشخيص نقص السائل الأمنيوسى في الشهر السابع أو في أي شهر من شهور الحمل من خلال جهاز التصوير بالأمواج فوق الصوتية (إيكو) المعتمد على إرسال أمواج تشبه أمواج الصوت بها مشعرات تقيس نسبة ماء الجنين ثم بعد ذلك يتم استقبالها بجهاز خاص للحصول على صورة مباشرة لمحتوى البطن. ولكى يستطيع الطبيب تقييم حجم السائل من خلال مشعر السائل الأمنيوسي AFI يجب أن يحدد أولاً المعايير التي يعتمد عليها مشعر السائل الأمنيوسي AFI التي منها عمر الحمل وحجم السائل حتى يحصل على قيمة يقيم بناءً عليها.
الجدير بالذكر هنا أن القيمة الطبيعية لمشعر السائل الأمنيوسي AFI تكون ما بين 5 – 25 سم ، وفى حالة أنها أقل من 5 سم وقياس الجيب العمودي الأعظمي MVP أقل من 2 سم يجب أن يحدد الطبيب إذا كانت أسباب نقص ماء الجنين جينية من خلال الإيكو أم صحية عن طريق سؤال الأم عن المشاكل المرضية السابقة بجانب الحصول على عينات لبعض التحاليل.
علاج نقص ماء الجنين
يعتمد علاج نقص ماء الجنين أو نقص السائل الأمينوسى على عمر الحمل، فالحالات التي لم تكتمل فيها فترة الحمل بعد فيكتفى بإخضاع الحامل للمراقبة باستمرار حتى لا يحدث إجهاد. لكن الحالات التي تكون قد أكملت فيها المرأة فترة الحمل فيتم علاجها بإخضاعها للولادة. ومن أبرز الطرق العلاجية الأخرى التي يتم اللجوء إليها في حالات نقص الماء حول الجنين ما يلى:
- إدخال قسطرة في الرحم لتسريب السائل المنوي أثناء الولادة، فالسائل الإضافي غالباً ما يساعد على تبطين ما حول الحبل السرى أثناء الولادة.
- إعادة ترطيب جسم الحامل بإستخدام السوائل التى يتم تناولها عن طريق الفم أو عن طريق الوريد ، فهذه السوائل تساعد في زيادة مستويات السائل الأمينوسي.
- حقن الحامل بسائل قبل الولادة باستخدام تقنية فحص السائل الأمنيوسى ، والجدير بالذكر هنا أن حالة نقص ماء الجنين أو السائل الأمنيوسى يمكن أن تتكرر في خلال سبعة أيام من حقن الحامل وإخضاعها لهذا الفحص، ولكن بالرغم من ذلك يتم إجراء هذا الاختبار للحامل لأن له فوائد أخرى.
بعض النصائح لتفادي نقص ماء الجنين
- زيارة الطبيب المعالج كل أسبوعين لمتابعة نمو الجنين ولاكتشاف أي عيوب خلقية أو أمراض من الممكن علاجها أثناء الحمل.
- تحديد موعد محدد للولادة إذا كان هناك خطر على حياة الجنين.
- شرب كميات كافية من السوائل.
- تناول الأطعمة الصحية المفيدة للجنين.
- الراحة وأخذ قسط كافً من النوم.
التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.