تعتبر علاقة الطفل بوالديه من أهم العلاقات التي تشكّل حياته، لذا يجب أن تكون صحيحة وقائمة على تعليمات سليمة مليئة بالحب والاحترام والاهتمام. وينبغي على الأباء والأمهات مواجهة السلوكيات الخاطئة وغير مقبولة لأبنائهم ومحاولة تعديلها وردعها من البداية، متحلين بالصبر والهدوء. وعدم حصر طريقة التربية في استخدام العقاب، فلكل طفل مدخله الخاص به الذي يستجيب من خلاله لتغيير سلوكه غير المقبول، وهناك بعض القواعد التي يجب إتباعها لتقويم السلوك بطريقة صحيحة.
لذا في هذا المقال سنتناول الطرق البديلة للعقاب لتعديل سلوك الأطفال والأخطاء التربوية التي يجب التوقف عنها .كذلك أسباب سلوكيات الأطفال الخاطئة ونصائح قد تساعدك لمعالجة الأمر، لذا تابعي معنا يا عزيزتي.
Table of Contents
الأخطاء التربوية التي يجب التوقف عن ارتكابها
السلوكيات السيئة عند الأطفال وكيفية علاجها بالطرق التربوية، تقوم الأم ببعض التصرفات الخاطئة مع طفلها مما يؤثر على سلوكه وتربيته فيما بعد ومنها:
الاختيار بدلاً من الطفل
يجب أن يكون هناك مجال حرية الاختيار للطفل، فهذا الأمر مهم للغاية لحالته النفسية، ويعلمه فيما بعد الاعتماد على الذات. وتحمل مسؤولية اختياراته، لذلك لا يجب فرض أي شيء على طفلكِ.
انتقاد الطفل ومقارنته بالآخرين
يقول علماء النفس إن النقد والمقارنة التي يتعرض لها الطفل في سن مبكر تقلل من تقديره لذاته وتزعزع ثقته بنفسه. وتسبب له أضرارًا نفسية وسلوكية، ونتيجة لذلك يحتاج إلى الكثير من الوقت لمعالجة العواقب المترتبة على هذا الأمر.
الصراخ المستمر والانفعال عند الطفل
يقول علماء النفس إن الصراخ والضرب والانفعال الدائم على الطفل يدمر طرق التواصل معه ويؤثر سلباً على نفسية الطفل وسلوكه وتعامله مع الآخرين.
لا تقولي ما لا تفعلي
أي لا تطلبِ من طفلك أن يمتنع عن الكذب وهو يراكِ تقومي بفعل هذا السلوك أمامه مع الآخرين، فلا بد أن تكونين نموذجًا صادقًا له. لأن الأطفال يقلدون الأمهات والآباء في كل شيء، فلا تطلبِ من طفلك شيئًا وأنت لا تفعليه.
طرق بديلة للعقاب لتعديل سلوك الأطفال
قبل معاقبة طفلك، قومي بإجراء مناقشة حول الخطأ الذي ارتكبه. وتأكدي من اقتناعه أولاً بأن ما فعله كان سلوكًا غير لائق. واختاري نبرة الصوت المناسبة وذلك لأن الطريقة التي تسألين بها طفلك هي ما تجعله مرحب بالمناقشة وتدوين الملاحظات. وقومي بترك مساحة له ليحدد موقعه بدقة في الحديث، ثم ابدئي بعد ذلك باختيار واحدة من بين الأساليب الآتية:
تحمل نتائج أفعاله
اجعلي طفلكِ يتحمل نتائج أفعاله عندما يقوم بخطأ ما، مثل: كسر لعبة أو سكب عصير على السجادة وما إلى ذلك. ويجب أن تكون العقوبة مناسبة للتصرف الخطأ الذي فعله وأن يكون الهدف من العقوبة هو تصحيح هذا الخطأ. فمثلاً أن يقوم بمسح السجادة بنفسه، ولا تقومي باستبدال اللعبة بلعبة جديدة إذا كسرها عمدًا. فعندما يتحمل الطفل نتائج أفعاله، فهذا يزيد من إصراره على عدم تكرار الخطأ.
كرسي العقاب للأطفال
أنا شخصياً ضد استخدام ركن العقوبة أو الكرسي كأداة لتأديب الطفل، لكنها طريقة يستخدمها العديد من المعلمين. وتعد هذه الطريقة صالحة فقط عندما يكون الطفل في حالة عصبية شديدة ولا يمكنه المناقشة في ذلك الوقت.
غالبًا ما يتم استخدام هذه الطريقة في المدارس بدلاً عن الإساءة والضرب. فإذا كنتي تستخدمين ركن العقوبة لتعديل سلوك طفلك، فلا تطيلي المدة التي يجلس فيها طفلك بمفرده. وحثيه على معرفة خطأه من خلال هذه الطريقة. واجعلي هذه الزاوية مخصصة للتفكير في الخطأ بدلاً من أن تكون ركنًا يشعر فيه بالرفض.
التركيز على الأخطاء
كلما أخطأ طفلك ركزي على الخطأ ولا تقومي بنبذه وإهانته شخصياً، لأن الأطفال تتأثر نفسياً ويعتبرون أنفسهم منبوذين عندما يستخف الآخرون بهم. لذا عند التركيز على الأخطاء فقط هذا ما يجعل طفلك ينضج ويكبر ويصبح واثقًا من نفسه. حتى مع وجود أخطاء، فكل البشر يرتكبون أخطاء وهذا غالبًا ما يجب أن يعرفه.
ما سبب بعض السلوكيات الخاطئة عند الأطفال
الأطفال في سن أربع سنوات يرتكبون أخطاء طوال الوقت لأنهم يتعلمون خلال فترة طفولتهم، وذلك لأن الطفل في هذه المرحلة يسعى لاكتشاف العالم من حوله دوماً. وبالتالي فإن العقوبة لا يمكن أن تكون الطريقة الصحيحة للتعديل سلوكيات الطفل غير الصحيحة. فهو لم يرتكب خطأ عمدًا، ولكنه يحتاج منك التوجيه والمشورة مرة واحدة لمعرفة الأسلوب الصحيح الذي ينبغي عليه إتباعه، ومن أسباب ارتكاب الأطفال بعض السلوكيات الخاطئة:
- رغبة طفلك في إثبات نفسه وشخصيته، خاصةً في الأعمال التي تتعارض مع إرادتك.
- أحيانًا يفعل الطفل ذلك لاستغلال نقاط ضعفك، مثل البكاء.
- شعور الطفل بالوحدة أو قلة الانتباه له، يجعله يصمم في ارتكاب المزيد من الأخطاء التي يعلم جيداً أنها خطء، ولكن، يفعلها ليلفت الانتباه.
- رغبة الطفل في فهم رد فعلك ومعرفة ما الذي يؤثر عليكِ ويستفزك.
- من الممكن أن يكون الطفل محبط نفسياً مما يدفعه لمحاولة القيام بأشياء غير سارة لا يفعلها عادةً.
خطة تعديل سلوك الطفل العنيد
- لا تستسلمي لنوبات غضب طفلك، لأنه قد يكون اِبْتِزَازًا عَاطِفِيًّا لكِ، ويقوم بفعله للرد على مطالبه.
- ضعي قواعد ثابتة وحازمة مع طفلكِ مثل: مشاهدة الجهاز اللوحي لمدة ساعتين فقط، تناول الطعام على السفرة فقط، غسل اليدين والوجه عند العودة من المدرسة، كذلك القواعد المهمة الأخرى التي يتم تطبيقها باستمرار باعتبارها ثابتة.
- تأكدي من أن كل شخص داخل المنزل يتبع هذه القواعد، خاصة أنتِ وزوجكِ، وحينها سيتبع طفلك التعليمات بمفرده.
- توقفي عن مناداة طفلك بصوت عالٍ والصراخ عليه طوال الوقت، وقومي بالكلام معه وجهاً لوجه وحاولي دائماً الوصول معه إلى مستواه أثناء الكلام، ولا تتكلمي معه وهو يصرخ أو يرفع صوته وحاولي السيطرة على غضبك بقدر الإمكان، وأخبريه بوضوح: “انكِ لا تتكلمي معه إلا عندما يهدأ”.
- لا تقومي برد فعل سريع عندما يفعل ابنك شيئاً خاطئاً، ثم اسئلي في وقت لاحق عن سلوكه الخاطئ، وبالتالي العواقب التي عليه أن يتحملها.
- قومي باختيار العبارات التي تتكلمي بها مع طفلك بعناية، ويجب أن تكون طريقتك حازمة ولا تسمحي للطفل بالشك فيما ستفعلين. وفي نفس الوقت، لا تغضبي ولا تقومي بتهديده سواء نفسياً أو جسدياً.
- لا تصمتي عندما يفعل طفلك أشياء تستفزك، وفي نفس الوقت لا تغضبي واسأليه بهدوء لما فعل ذلك.
- قومي بإخباره بعواقب الأفعال التي يفعلها، حتى يدرك أن هناك عواقب لأي فعل يقوم به، سواء كان إِيجَابِيًّا أو سَلْبِيًّا.
- تذكري دائمًا أنكِ ببساطة والدته ولديكِ سلطة عليه، لكن لا تقومي بالإساءة إليه، ويجب أن يفهم طفلك حدود التعامل معك ومع والده. وبالتالي، لا داعي لتجاوز حدود الأدب واللباقة. وقد لا يحدث هذا خلال يوم أو يومين. وقد تتطلب تربية الأطفال السليمة تعزز هذه الفكرة للطفل منذ البداية، دون استخدامك العنف أو الإهانة أو التهديد أو الابتزاز.
- لا تترددي في الذهاب إلى طبيب نفسي أو إخصائي سلوكي، إذا كنتِ تشعرين بضرورة ذلك، لتنظيم عواطفك حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة مع طفلك.
أخيرا، يجب أن نعرف متطلبات أطفالنا العاطفية وتعزيزها بالحب والحنان، بما يتوافق مع احتياجاتهم وأعمارهم. لان في كثير من الأحيان يكون سبب سلوكهم السيئ هو عدم الانتباه إليهم ومشاركتهم.
التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.