مرض السكرى عبارة عن ارتفاع نسبة السكر في الدم وبالتحديد الجلوكوز، وينتج بسبب خلل في مستوى أو وظيفة هرمون الأنسولين. حيث ان الجلوكوز هو مصدر الطاقة الرئيسي في الجسم كما يساعده هرمون الأنسولين الذى ينتجه البنكرياس على تحويل الطعام للخلايا لتستخدمه في إنتاج الطاقة. والجدير بالذكر أن هناك نوعين من مرض السكرى هما: المرض السكرى من النوع الأول، والمرض السكرى من النوع الثاني.
تابع معنا في المقال التي كل ما يخص مرض السكري بإيجاز في المقال الاتي:
Table of Contents
الإصابة بالسكري
ينتج المرض عندما تصاب خلايا بيتا في البنكرياس حيث تقل كمية الأنسولين المفرزة بشكل تدريجي كما تستمر لعدة سنوات ، وبالتالي إذا لم يكن هناك مقاومة من الأنسولين سيؤدى هذا إلى إنحراف الجلوكوز في الدم عن المستوى السليم مما يؤدي الي اصابة الشخص بالسكر. والمستوى السليم للسكر في الدم بعد الصوم ثماني ساعات يكون من 108 ملغم/ دل كحد أدنى إلى 126 ملغم/ دل كحد أقصى.
أنواع مرض السكري
السكري من النوع الأول(المعتمد على الأنسولين)
السكرى من النوع الأول يكون ناتج عن فشل البنكرياس في إنتاج الأنسولين وعادة ما يصيب الأطفال والمراهقين. وهو عبارة عن مرض يتلف فيه الجهاز المناعي خلايا بيتا في البنكرياس لسبب غير معروف. وتتم عملية الإتلاف عند الأطفال بشكل سريع وتستمر لبضعة أسابيع أما البالغين فتستمر لسنوات. والجدير بالذكر أن المرض السكرى يصيب الإنسان في أي سن لكن يظهر عادة في سن الطفولة والمراهقة.
السكري من النوع الثاني(الغير المعتمد على الأنسولين)
السكرى من النوع الثاني أو كما يسمى سكرى البالغين يتم فيه إتلاف خلايا بيتا في البنكرياس لأسباب وراثية غالباً ، وتتم هذه العملية بشكل بطئ وتستمر لعشرات السنين. ويكون ناتج عن عدم قدرة الجسم على التعامل مع الأنسولين الذى ينتجه البنكرياس بشكل صحيح ، ويمثل حوالى 90% من حالات المصابين بالسكرى حول العالم. وعادة ما يصيب البالغين وكبار السن. لذلك خطر الإصابة بالسكرى لشخص يتمتع بوزن صحى ولياقة بدنية ضعيفة حتى إذا كان لديه هبوط في إفراز هرمون الأنسولين، بينما خطر إصابة شخص سمين بالسكرى كبيرة. وذلك لأنه أكثر عرضه للإصابة بمقاومة الأنسولين.
كما يعتبر المرض السكرى من النوع الثاني أكثر شيوعاً طبقاً لما تشير إليه الإحصائيات حيث سجل ارتفاع كبير خلال العقود الأخيرة ووصل نحو ما يقرب إلى 150 مليون إنسان ، ومن المتوقع ان يصل حتى عام 2025 إلى 330 مليون مصاب.
أسباب مرض السكري
من أهم الأسباب الرئيسية لارتفاع عدد المصابين بالسكرى ما يلى:
- السمنة.
- عدم ممارسة الرياضة.
- تناول الأغذية الغير صحية الشائعة الغنية بالدهون والسكريات التي يتم امتصاصها في الدم بسهولة مما يؤدى إلى زيادة مقاومة الأنسولين، مثل المأكولات الجاهزة.
- العمر.
- أن يكون المريض قريب من عائلة مصابة بالسكر من الدرجة الأولى (وراثي).
- من يعانون من ارتفاع في ضغط الدم (أعلى من mmHg 90/140).
- المصابين بفرط الكولسترول الضار في الجسم.
- ارتفاع ثلاثي الغليسيريد في الدم (أعلى من mg/dL 250).
- المصابين بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
- المصابين بمشاكل في تحمل الجلوكوز.
- من لديهم تاريخ شخصي مع الأمراض الوعائية الدموية.
- المصابين بمشكلة في قيم الجلوكوز طبقاً لفحص ما بعد الصيام.
- ولادة طفل ذو وزن كبير (أعلى من 4.1 كغم فور الولادة)
- لأشخاص الذين لديهم تاريخ شخصي مع سكري الحمل.
- من يعانون من ارتفاع في قيم الهيموجلوبين الجلوكوزى يلاتي (أكبر أو تساوي 5.7%).
اسباب مرض السكري من النوع الأول
يهاجم الجهاز المناعي في السكرى من النوع الأول الخلايا المسؤولة عن إفراز الأنسولين بالبنكرياس ويتلفها بدلاً من تدمير الجراثيم والفيروسات الضارة. لذلك كمية الأنسولين في الجسم تكون ضئيلة أو منعدمة مما يؤدى إلى تراكم السكر في الدورة الدموية بدلاً من أن يتوزع على الخلايا في الجسم. كما انه ليس هناك سبب علمي لمرض السكرى من النوع الأول.
ويزداد خطر الإصابة بالسكرى من النوع الأول للأشخاص الذين يعانى أحد أفراد أسرتهم من السكرى ، كما هناك عوامل إضافية يكون مسببة لمرض السكرى كالتعرض لأمراض فيروسية.
اسباب مرض السكري من النوع الثاني
تقاوم الخلايا تأثير عمل الأنسولين بينما يفشل البنكرياس في إنتاج كمية كافية من الأنسولين للتغلب عليها ، وبالتالي يتجمع السكر ويتراكم في الدورة الدموية بدلاً من أن يتوزع على الخلايا في الجسم. والسبب الرئيسي لهذه الحالة أيضاً ليس معروفاً حتى الآن ، لكن تقريباً الدهون الزائدة وخاصة في البطن هي أحد العوامل المسببة.
مضاعفات مرض السكري
الإصابة بمرض السكري قد تؤدى إلى:
- ارتفاع ضغط الدم تدريجياً
- اضطرابات في دهنيات الدم ، وخاصة ثلاثي الغليسريد (Triglyceride).
- انخفاض البروتين الشحمي رفيع الكثافة (الكولسترول الجيد – HDL).
- قد يصاب مرضى السكري بأضرار في الكليتين وشبكيتي العينين (Retina) والجهاز العصبي.
تختلف مضاعفات السكرى تبعاً لنوع المرض السكرى.
مضاعفات السكري قصيرة المدى
تحتاج المضاعفات قصيرة المدى التي تنتج عن الإصابة بالسكرى إلى معالجة فورية، حيث أن حالات فرط السكر في الدم (Hyperglycemia) أو ارتفاع مستوى الكيتونات في البول (حُماض كيتونيّ سكريّ – Diabetic ketoacidosis) أو حتى نقص السكر في الدم (Hypoglycemia) إذا لم يتم علاجها بشكل مباشر قد تؤدى إلى إصابة المريض بـ غيبوبة (Coma).
مضاعفات السكرى طويلة المدى
مضاعفات السكرى طويلة المدى تظهر تدريجياً. ويزداد خطر ظهور المضاعفات كلما كانت الإصابة بالسكري في سن أصغر وهذا ما قد يؤدى إلى حدوث وفاة او إعاقات كالإصابة بما يلى:
- مرض قلبي وعائي (في القلب والأوعية الدموية).
- اعتلال عصبي.
- اعتلال أحد الكليتين.
- ضرر في العينين.
- ضرر في كفتي القدمين.
- أمراض في الجلد والفم.
- مشاكل في العظام والمفاصل.
تشخيص مرض السكري
يمكن تشخيص أعراض السكرى من النوع الأول والثاني من خلال العديد من فحوصات الدم منها:
- فحص عشوائي لمستوى السكر (الجلوكوز) في الدم.
- فحص مستوى السكري في الدم خلال الصيام.
في حالة إذا كانت النتائج إيجابية فسيحتاج الطبيب إلى إجراء فحوصات إضافية لتحديد النوع ، وذلك لاختيار العلاج. كما يمكن أن يطلب الطبيب اختبار نسبة الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (Hemoglobin A1C / Glycosylated hemoglobin test) أيضاً.
فحوصات لكشف مقدمات السكري
تنصح كلية علم الغدد الصمّ بإجراء فحص الكشف عن مقدمات السكرى لكل شخص لديه تاريخ عائلي من السكرى من النوع الثاني ولمن يعانون من السمنة المفرطة والمصابين بالمتلازمة الأيضية (Metabolic syndrome). كما توصى بأن تخضع لهذا الفحص أيضا النساء المصابين بمرض السكري الحملي في الماضي.
وفى الغالب قد ينصح الطبيب بالخضوع لأحد الفحصين التاليين لتشخيص أعراض مقدمات السكري هما:
- فحص السكري في الدم خلال الصوم.
- اختبار تحمل الجلوكوز (Glucose tolerance test).
علاج مرض السكري
علاج السكري من النوع الأول
مراقبة وتسجيل قيم تركيز السكر في الدم: مراقبة وتسجيل قيم تركيز السكر في الدم لأكثر من مرة في اليوم تعتبر أمراً ضرورياً طبقاً لما أثبتته الأبحاث من فاعلية في علاج السكرى من النوع الأول. ويمكنك مراقبة وتسجيل قيم تركيز السكر في الدم بطريقتين هما:
- قياس تركيز السكر بواسطة قطرة دم من الأصبع تأخذ عن طريق عصا خاصة للأصبع (fingerstick).
- أجهزة إلكترونية متطورة تحت الجلد تقيس تركيز السكر في الدم بشكل متواصل وعلى مدار ساعات النهار بواسطة برنامج مبرمج مسبقًا من الجهة المعالجة.
حقن الانسولين: علاج السكرى من النوع الأول بالأنسولين ينقسم لقسمين هما:
- العلاج بواسطة الأنسولين ذو فعالية طويلة الأمد: حقنة توفر للجسم كمية الأنسولين الأساسية التي سيحتاجها المريض على مادر اليوم، مما يهون على المريض قبول العلاج بشكل أكبر لكي لا يحتاج إلى الحقن لأكثر من مرّة يوميًّا.
- العلاج بواسطة الانسولين ذو فعالية قصيرة الأمد: عبارة عن جرعة أنسولين تؤخذ بعد تناول الوجبات اليومية تتلاءم مع كمية الأكل وتركيز الجلوكوز في الدم.
علاج مرض السكري من نوع الثاني
علاج السكرى من النوع الثاني يختلف من شخص لآخر على حسب الفحوصات الشخصية التي يقوم بها كل مريض وقيم تركيز السكر في الدم. فطبقاً لمضاعفات السكرى فهناك خطورة للإصابة بأمراض وعائية مجهرية تكون عالية كلما زاد تركيز السكر في الدم لفترات طويلة. بالإضافة إلى أن الأمراض الوعائية القلبية تزداد خطورتها أيضا كلما كان عمر المريض أكبر والمدة الزمنية لمرض السكري أكبر. لذلك تحتاج هذه الفئة إلى العلاج بشكل جدى مع موازنة قيم تركيز الجلوكوز في الدم. كما يجب تجنب المريض من هذه الفئة أي حالة من حالات الهبوط الحاد في تركيز السكر في الدم (Hypoglycemia) أو الهبوط الحاد في الدورة الدموية (إخفاض حاد في ضغط الدم hypotension).
خطوات علاج مرض السكري من النوع الثاني
تغييرات في نمط الحياة
- تناول الأغذية الصحية.
- ممارسة الرياضة الملائمة الموصي بها من قبل الأطباء حيث يمكن ان تسبب بعض الرياضات البدنية لهذه الفئة أمراض في القلب وإعاقات جسدية.
- خفض الوزن والـ BMI، حيث يساعد الجسم على التخفيف من مقاومة الانسولين التي تسبب مرض السكري في الأساس.
الأدوية المتناولة بشكل فموي
الميتفورمين (Metformin)
يعتبر هذا الدواء أولى خطوات العلاج لمن يعانون من السمنة المفرطة حيث يعمل على منع إنتاج الجلوكوز في الكبد وبالتالي يكون منخفض التركيز في الدم.
الآثار الجانبية: يؤدى إلى انخفاض الوزن كما يؤثر على الجهاز الهضمي ، ويعتبر هذا الدواء لمن يعانون من أمراض الفشل الكلوي المزمن غير مناسب بل ومضر.
السولفانيل-أوريا (Sulfonylurea)
يساعد هذا الدواء على إفراز الأنسولين في الجسم عن طريق تغيير الشحنة الكهربائية لغشاء الخلايا المسؤولة عن إفراز الهرمون.
الآثار الجانبية: يزيد من الوزن ويمكن أن يسبب هبوط حاد في تركيز الجلوكوز (السكر) في الدّم (Hypoglycemia). لذلك على الأشخاص المعرضون لحالات متكررة من الهبوط الحاد في تركيز الجلوكوز (السكر) في الدّم (Hypoglycemia) تجنب هذا الدواء لأنه غير ملائم لهم.
الثيازوليدينيديونز (thiazolidinediones)
يحسن هذا النوع من مقاومة الأنسولين بالجسم كما يحث على إفراز الأنسولين.
مثبّطات ألفا-جلوكوزيداز (Alpha-glucosidase inhibitors)
تعمل هذه الادوية على إبطاء امتصاص السكر في الجهاز الهضمي ، ومن آثاره الجانبية الانتفاخ والإسهال.
مثبّطات دي بي بي 4 (DPP-IV inhibitors)
تساعد في عملية تنظيم تركيز السكر بالدم ، وبشكل عام هي ليست قوية أو فعالة في خفض الهيموجلوبين الجلوكوزيلاتي HBA1C بشكل ملحوظ كالأدوية الأخرى.
أدوية الـ GLP-1
تعمل هذه الادوية على توازن تركز السكر بالدم عن طريق البيبتيدات في الجهاز الهضمي. ومن آثاره الجانبية القيء والإسهال.
الحقن
- الأنسولين: رغم رفض العديد من مرضى السكرى للأنسولين إلا أن العلاج بالأنسولين أصبح العلاج الشائع في الفترة الأخيرة وينقسم العلاج بيه إلى جرعة أنسولين طويلة المدى أو قصيرة المدى.
- البراملينيتيد (Pramlintide): يعطى على هيئة حقن مرافقة للأنسولين.
مراقبة تركيز الجلوكوز في الدم
تعد مراقبة تركيز الجلوكوز في الدم هامة جداً لهذه الفئة خاصة في ساعات الصبح لأنها تعطينا معلومان حول موازنة المرض لدى المرضى. لذلك يهتم الأطباء بهذه التسجيلات ليقرروا العلاج المناسب ، وإذا كانوا بحاجة إلى أدوية إضافية لموازنة المرض. كما أن العلاج المباشر لتخفيض تركيز السكر في الدم لا يقل أهمية حيث يقلل من خطورة الإصابة بالأمراض الوعائية القلبية والتي تشمل:
- الحد من التدخين بقدر المستطاع.
- علاج فرط ضغط الدم.
- علاج فرط شحميات الدم.
- العلاج بالأسبيرين.
- الحفاظ على نظام صحي وسليم من حيث الغذاء والرياضة.
الوقاية من مرض السكري
لا يمكن منع الإصابة بالسكرى من النوع الأول ، لكن يساعد نمط الحياة الصحي على معالجة أعراض ما قبل السكرى ، أما السكرى من النوع الثاني وسكرى الحمل فيمكن أن يساعد في الوقاية منهم ما يلى:
- الحرص على تغذية الصحية.
- زيادة النشاط البدني.
- التخلص من الوزن الزائد أو السمنة المفرطة.
كما يمكن في بعض الحالات استخدام الأدوية مثل أدوية علاج السكرى التي يتم تناولها فموياً مثل ميتفورمين (metformin) وروزيجليتزون (rosiglitazone) للتقليل من خطر الإصابة بالسكرى من النوع الثاني لكن يبقى أهم عامل يساهم في تقليل خطر الإصابة بالسكرى هو نمط الحياة الصحي.
التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.