صلاة البردين لها فضل كبير، والبردان المقصود بهما صلاة الصبح وصلاة العصر، وقد فسر بذلك قوله صلى الله عليه وسلم: من صلى البردين دخل الجنة.
Table of Contents
صلاة البردين
- معنى صلاة البردين كما ذكرنا، هما صلاة الصبح وصلاة العصر، أما عن الحديث الذي يقول (من صلى الصبح فهو في ذمة الله)، وفي رواية أخرى في جماعة، فهو صحيح، فمن يصلي الصبح لا يتعرض له أحد بأذى.
- أما عن حديث (من صلى البردين دخل الجنة) فهو غير مقيد بصلاة الجماعة.
- وحديث (من لم يصل العصر فقد حبط عمله)، فقد فسرها بعض العلماء على عدم أدائها في جماعة.
سبب تسمية صلاة البردين
سميت صلاة البردين بهذا الاسم، لأن صلاة الفجر فيها برد الليل، وأيضا صلاة العصر فيها برد النهار، بالإضافة إلى أنهما أطول الفروض الخمسة، وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾.
فضل صلاة البردين
- دخول الجنة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها).
- المغفرة من الله عز وجل، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح والعصر ثمّ يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله وهو أعلم كيف وجدتم عبادي فيقولون تركناهم وهو يصلون وأتيناهم وهم يصلون) [رواه مسلم].
- رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها).
فضل صلاة العصر وحكم تركها
- صلاة العصر واحدة من صلاة البردين، ولها فضل كبير، وتأخير الصلاة عن وقتها بدون وجود سبب من نوم أو نسيان إثم كبير، وتأدية الصلاة في وقتها فرض.
- فمن كان مستيقظاً أثناء الصلاة حرم عليه تأخيرها، ولا يجب أن يؤخرها لا بوجود عذر ولا بغيره، حتى أنه في حال القتال لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها وخاصة صلاة العصر، التي خصت دون غيرها بالمحافظة عليها
- حث الله صلاة العصر وحث عليها، اهتماما بها، فقال عزو وجل: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238].
- وعَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ: “صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ بِالْمُخَمَّصِ – المخمص موضع معروف، أي مكان – فَقَالَ إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ وَلَا صَلَاةَ بَعْدَهَا حَتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ وَالشَّاهِدُ النَّجْمُ” (رواه مسلم)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” قَالَ”يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ” (متفق عليه)
حكم ترك صلاة البردين
- أما عن حكم تركها، فقد ورد أكثر من حديث للترهيب في التهاون بها وعدم أدائها في وقتها، ومن ذلك ما ورد في صحيح البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم: (الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله).
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يصل العصر فقد حبط عمله)، وقد اختلف العلماء في تفسيره، فمنهم من استدل بالحديث على كفر تارك الصلاة، وهناك من أقر بعدم كفر تارك الصلاة، وفسروا الحبوط على من تركها مستهزئا بها، أو على نقصان العمل عندما ترفع الأعمال إلى الله عز وجل، فمن فهل ذلك عليه أن يتوب إلى الله تعالى من هذا الذنب العظيم.
التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.