قد تشعر الأم بالضجر مع إصرار طفلها على سماع حكاية أو حدوته معينة كل يوم، لكن الحواديت ليست مجرد قصص خيالية يمكن روايتها على أطفالنا للمتعة فقط ولكن هي واحدة من أهم الوسائل التي يمكن تعليم الأطفال من خلالها النصح والإرشاد بطريقة غير مباشرة عبر الدروس المستفادة من القصة التي تروي. كما تعتبر طريقة فعالة لتنمية مهارات الطفل اللغوية وقدرة التخيل لديه.
سنتناول في هذا المقال أهمية قصص الأطفال قبل النوم، أسباب رغبة الطفل في تكرار حكاية قبل النوم، بالإضافة إلى أهم عوامل تنمية حس الخيال عند الطفل.
Table of Contents
أهمية قصص الأطفال قبل النوم
- تساعد قصة قبل النوم على توطيد العلاقة بينك وبين طفلك وتشعره بالقرب منك، فهي لحظة مميزة وخاصة بكم، وتحتوي علي عالم خيالي لا يجمع سواكما وأبطال القصة فقط، وهو ما يساعد على شعور الطفل بالتميز والحب والاهتمام من والداه.
- تنشيط الخيال لدى الطفل، وهو أمر في غاية الأهمية، فالطفل الذي يمتلك هذه الصفة هو أكثر ذكاء وإبداع وله مستقبل باهر.
- رواية قصة قبل النوم لطفلك تجعله يرى أبطال القصة في مخيلته ويتعايش معهم.
- مما يزيد لديه الرغبة أكثر في حب العلم والمعرفة وروح الاستكشاف والمغامرة.
- حدوته قبل النوم تهدئ الطفل وتخلصه من الشعور بالتوتر وتساعده على النوم بنسبه أكثر من المعتاد.
- تنمية مهارات الطفل اللغوية، حيث يستمع في كل مرة يتم فيها سرد القصص لكلمات جديدة، وقد يبدأ بالسؤال عن معناها. هذا ما يزيد من حصيلة المفردات لديه، خاصةً إذا أعاد روايتها وسردها لأحد أصدقائه أو أشقائه.
أسباب رغبة الطفل في تكرار حكاية قبل النوم
تعد رواية القصص لطفلك كل يوم أمر يصيبك بالملل، خاصةً إذا أصر الطفل على تكرار القصة نفسها عدة مرات. فتشعر الأم كأنها مبرمجة لتكرر الشيء ذاته يومياً. ولكن ربما لو عرفت الأم الأسباب التي تجعل الطفل يريد سماع القصة ذاتها كل يوم لكان الأمر أكثر سهولة، ومن ضمن أسباب رغبة الطفل في تكرار الحكاية كل يوم، ما يلي:
التنبؤ بأحداث القصة
عندما تحكي الأم لطفلها قصة، فينتج عن ذلك شعور الطفل بالسعادة والمغامرة الشديدة، وعندما تتوقف الأم عند نقطة ما؛ يبدأ الطفل حينها بالتنبؤ بأحداث القصة ليكمل الطفل بعدها الأحداث بحماس وكأنه يسرد القصة معها.

لماذا يريد طفلك سماع الحواديت أكثر من مرة؟
الألفة من الأشياء التي يتسم بها الأطفال
فأحيانًا نلاحظ أن الطفل يصر على ارتداء الملابس نفسها، أو تناول الطعام في الطبق وبالملعقة نفسها، أو احتضان اللعبة قبل النوم، كل هذه الأشياء تشعره بالألفة والاطمئنان، للاستماع إلى القصة نفسها.
فهم القصة جيدًا
أحيانا قد يصعب على الطفل فهم الأحداث من أول مرة، ولا يرغب في أن تتوقف والدته في كل مرة لا يستوعب فيها شيئا، فهو يريد الاستماع للقصة في يوم آخر أو اليوم التالي، حتى يفهم الأحداث التي لم يستطع أن يفهمها في اليوم السابق.
مع كل هذه الأسباب قد تشعر الأم بأن طفلها لن تعم عليه الفائدة من تكرار القصة ذاتها أكثر من مرة ولكن على العكس تماماً فالتكرار له الكثير من الفوائد المهمة في حياة الطفل، وأهمها:
- إذا سمع الطفل الكلمات نفسها كل يوم فهو سيعرف معناها ويفهمها أكثر كل مرة، مما يساهم في بناء عقله وزيادة حصيلة مفرداته، والربط بين الكلمات ومعانيها.
- مع الوقت يصبح قراءة الكتاب أو سرد القصة نفسها كل يوم للطفل جزءاً من الروتين اليومي مما يساعد طفلك على النوم العميق، ويساعد على إعطاء إشارة لمخ الطفل بأنه حان وقت النوم. وهو ما يساعد على شعوره بالاسترخاء والنعاس.
حدوته قبل النوم
في أغلب الأحيان تكون الحدوتة من أهم الطرق التي تستطيعين بها توصيل كل المبادئ والقيم والأفكار للطفل دون محاضرات وكلام ممل. ويجب استلهام القصة وبطلها من اهتمامات طفلك المفضلة وبالتأكيد سيعجب الطفل بالحكاية لأنها تحتوي على أكثر ما يحب، ومن أهم الطرق التي يجب اختيار القصة على أساسها الآتي:
قصة طريفة وقصيرة
يجب أن تكون قصتك موجزة وقصيرة ولا يوضع فيها تفاصيل كثيرة فالأطفال يملون من الكلمات الكثيرة والحكي الطويل والهدف الأول والأخير من الحدوتة هو أن تسرد على الطفل قصة عن الأشياء التي يحبها ليذهب إلى النوم بالاسترخاء. ومعرفة الطفل على القصص الفلكلورية الخاصة بالعائلة التي تحمل شخصياتنا وعاداتنا وأفكارنا وليس فقط القصص العالمية ومن الأفضل ألا تذكر الأم له قصص عالمية وهو صغير.

لماذا يريد طفلك سماع الحواديت أكثر من مرة؟
اختيار موعظة أو دروس مستفادة من القصة
غرس القواعد التربوية للطفل من خلال القصة قد يساعد على استيعابها أسرع من الأوامر والطفل. فقومي بسرد القصة مع طفلك أو احكي جزء واترك له جزء وهكذا حتى تبنين معه القصة ويمكن أن تتعرف أمه عنه وعن أفكاره ما لا يحكيه للأم بصورة مباشرة.
بداية حكاية القصص للأطفال
بعض الدراسات تؤكد أن الطفل يستطيع تمييز صوت أمه حتى وهو لا يزال جنينا في بطن أمه، فيمكن للأم البدء في رواية القصص لطفلها في أثناء الحمل، مما يساعد هذا الأمر في تهدئة الطفل إذا كانت تشعر بركلاته المتكررة والجدير بالذكر أن رواية القصص للطفل في أثناء الحمل تجعل الطفل يكتسب المهارات اللغوية وقدرات للتخاطب بصورة أسرع من الأطفال الآخرين.
يمكن البدء من عمر ثلاثة إلى ستة أشهر في استخدام القصص الملونة البسيطة، لأن الطفل في هذه المرحلة ينجذب إلى الألوان والأشكال الرائعة. أما عن السن المثالي لاستخدام القصص كوسيلة تعليمية وترفيهية معا، فهي من عمر عام حيث يمكن سرد القصص لصغيرك مع استخدام تعبيرات الوجه سواء بالسعادة أو الخوف أو الضحك. حتى يستطيع الطفل الربط بين الأحداث وانفعالات الوجه، ويفهم ولو كمية بسيطة من أحداث القصة.
لكن بعد الخمس سنوات، فيمكن للطفل الاعتماد على نفسه في قراءة قصص قبل النوم، كما يمكن للأم شراء بعض القصص السهلة المناسبة لمرحلته العمرية وقراءتها معاً.
اهم العوامل لتنمية حس الخيال عند الأطفال
- اللعب والأنشطة من أهم الأشياء التي تنمي الخيال عند الطفل مثل اللعب الحر، الذهاب إلى الأماكن التثقيفية والمتاحف، تركيب المكعبات والألعاب التي تشغل وتحرك الذهن.
- لا يجب جعل خوف الأم يقيد حرية الطفل، اجعلوه يلعب ويمرح وينطلق دون قيود أو حدود، في الوقت نفسه كونوا منتبهين لتحركاته.
- قرأه القصص للطفل وجعله يحصل على معلومات جديدة من القراءة.
- سؤال الطفل أسئلة تحمل إجابات متعددة، ليس الهدف منها هو الوصول إلى الجواب الصحيح، لكن الهدف هو جعله يطلق العنان لذهنه للتفكير بحرية، ولا يجب الحكم على إجاباته بالسلب أو بالإيجاب فقط اجعلوه يفكر وهي فرصة جيدة للتعرف كيف يفكر طفلك.
- طلب منه القيام بشيء مختلف عن المعتاد، مثل أن يحاول أن يكتب بيديه الاثنتين، أو يدلك على طريق آخر للوصول إلى المدرسة.
- الابتكار سوياً والتفكير في استعمال شيء جديد موجود في المنزل، لم تستعملوه مسبقاً.
- كي تنمى الخيال عند طفلك يجب جعله يرى أشياء جديدة ويمر بتجارب مختلفة.
- أخيرا لا داعي للمبالغة في مدحه إذا لم يبتكر شيء جديد أو قام بحل مشكلة ما بطريقة ذكية، لأنها تجعل الطفل لا يرهق نفسه للمضي قدما في التفكير في كيفية تطوير فكره وطريقه، ويمكنك الاكتفاء بكلمة شكر له وتحميسه للاستمرار قدماً.
التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.