تسعى كل أم إلى التأكد من تقدم وتطور طفلها في الكلام بطريقة ملحوظة، ولكن عندما يكون الطفل كثير الثرثرة، بمعني أن تصبح كلماته متتالية وسريعة. ويبدأ في تكرارها فيما يفيد وفيما لا مفيد، هذا يشير إلى أنك ببساطة قد تواجهين مشكلة مع طفلك وينبغي البحث عن حل لها. وذلك لأن الطفل كثير الكلام قد يسبب إزعاجًا لجميع المحيطين به. وقد ينبع هذا من عدة أسباب ينبغي أن تكوني على علم بها.
ونظراً لأهمية الموضوع ورغبتنا في مساعدة جميع الأمهات على التخلص من هذه المشكلة، سوف نتناول أسباب كثرة الكلام عند الأطفال وكيفية معالجة هذا الأمر، لذا تابعي معنا هذه المقالة.
Table of Contents
تعريف الطفل الثرثار
الطفل الثرثار هو الطفل الذي يتحدث كثيرًا، ولا ينتهي أبداً من الكلام حتى لو تمت الإشارة له أن الوقت قد حان للصمت وينبغي التوقف عن الكلام. ولكن تستمر تلك الحالة إذا لم تكن مرضية حتى سن السابعة وبعدها يبدأ الطفل في معرفة المهارات الاجتماعية ومتى ينبغي عليه التوقف عن الكلام.
هل طبيعي كثرة الكلام عند الأطفال؟
عند وصول الطفل لسن 3 سنوات تكون لديه طلاقة لفظية وحب للكلام والأسئلة ورغبة في اكتشاف كل ما هو حوله، وأيضاً لفت انتباه الآخرين له. فيعد هذا طبيعي وتهدأ هذه الثرثرة عندما يبلغ سن الخامسة أو مع دخوله الحضانة. ومعنى هذا أن العمر الطبيعي الذي يمكن للطفل فهم ضوابط الكلام فيه يكون في سن الخامسة إلى السابعة. وهذا لا يعني أنه سيتوقف عن الثرثرة والتحدث كثيرًا، لكنه سيكون أكثر انضباطًا.
بينما الطفل الذي يستمر في الثرثرة والتحدث فيما لا يفيد بالإضافة إلى وجود فرط حركة أو تشتت في الانتباه بعد دخول المدرسة. فهذا يشير إلى مشكلة يجب معالجتها، والبحث في الأسباب السلوكية أو الصحية المحتملة التي تجعل الطفل لا يتوقف عن الكلام.
أسباب كثرة الكلام عند الأطفال
هناك العديد من الأسباب التي تسبب كثرة الكلام والثرثرة عند الأطفال، ومنها:
الشعور بالملل يسبب كثرة الكلام عند الأطفال
يمكن أن يكون الملل أيضًا مؤشرًا على ذكاء الطفل، حيث أن كل شيء قد يتلقاه في هذا العمر يكون أقل من قدراته، لذلك يشعر بالملل ويلجأ إلى الثرثرة وكثرة الكلام . وسبب هذا هو رغبته في تحدي حالة الملل التي يريد محاولة للخروج منها.
عدم الأمان من أسباب كثرة الكلام
عادة ما تكون ثرثرة الطفل وسيلة للحث على تفادي قلقه وفقدانه الشعور بالأمان، حيث يجعله الصمت يصدق مخاوفه التي لا يستطيع مواجهتها.
كثرة الكلام وسيلة لجذب الانتباه
إذا شعر الطفل بعدم الاهتمام من الوالدين، فسوف يلجأ إلى الثرثرة لجذب الانتباه إليه، كما بسبب شعوره أن كبار السن لا يستمعون إليه.
وجود مشكلة سلوكية
قد يشعر الطفل بضعف في شخصيته أو بالإحباط، مما قد يتسبب في فقدان الطفل ثقته بنفسه، ويجبره ذلك على اللجوء إلى النميمة. لذا عليكِ تشجيع طفلك في سلوكه ومدحه من أجل حل هذه المشكلة، واستعادة ثقته بنفسه من جديد.
كيف تظهر
يكتسب طفلك مهارات عديدة كل يوم ، لذلك قد يسعى لعرض ما تعلمه من أحدث الكلمات والمهارات من خلال الثرثرة التي لا تنتهي.
كيفية التأثير على الطفل الذي يتحدث كثيراً
اسأليه واستمعي له
تأكدي من أنكِ تستمعين إلى طفلكِ ببساطة وقومي بتحفيزه على طرح الأسئلة وقومي بالرد عليه، حتى يتعود على سماع اراء لآخرين .
اقرئي القصص له
غالبًا ما يتميز الطفل كثير الحركة بخيال واسع، لذا استخدمي خياله من خلال قراءة القصص له، وهذا قد يجعله يشعر بالسعادة ويشجعه على القراءة . الأمر الذي من الممكن أن ينعكس إيجابًا على سلوك طفلك في نهاية المطاف ويساعده على التقليل من الثرثرة.
يجب حصوله على قسط كافٍ من النوم
قلة النوم هي أحد أكثر أسباب عدم التركيز وعدم الفهم أثناء الدراسة، لذلك قد تكون الثرثرة أيضًا نتيجة عدم فهمه لما يتلقاه لأنه يشعر بالتعب طوال اليوم .ولا يحصل على ما يكفي من النوم ، لذلك يجب أن يحصل طفلك على قسط كافٍ من الراحة.
شجعيه على تكوين صداقات جديدة
شجعي طفلك على تكوين صداقات جديدة من خلال اختيار أصدقاء جيدين له، فقد يقلل ذلك بشكل كبير من أي عادات سيئة بشكل عام وليس مجرد التقليل من الكلام والثرثرة.
علمه التركيز والتحكم في نفسه
علمي طفلك أن ينظم نفسه وأن يحث نفسه على الاستماع إلى الحديث حتى يتعلم تقليل الثرثرة، على سبيل المثال ، قولي له سنلعب لعبة منع الكلام لمدة ساعة .وبالتالي سيكون الفائز هو الشخص الذي يتخطى هذه الساعة دون التحدث.
مخاطر ثرثرة طفلك
- الحديث بشكل مفرط عن أشياء غير مفيدة أو عن أمور تافهة.
- الحديث عن أمور ضارة كالغيبة والنميمة.
- الكثرة من شكاواه والتحدث عن المظالم التي يتعرض لها طوال الوقت.
- يتحدث مع الغريب والقريب، وبالتالي يتكلم عن أسراره وأسرار منزله، وعن والديه، وعن من يزورونه، وعن إخوته. وقد يؤدى ذلك الى الكثير من المشاكل ويضع الأسرة في مواقف محرجة.
- عدم الاهتمام بالوقت وعدم حفظ المواعيد.
- الابتعاد عن المواضيع المهمة والانتقال في الحديث إلى مواضيع ليس لها قيمة أو فائدة .
- التحدث عما يعرفه وما لا يعرفه، والتدخل فيما لا يعنيه.
علاج نقل الكلام عند الأطفال
- احترس من العنف، فالعنف مع الطفل تجاه أي سلوك خاطئ ينتج عنه نتائج عكسية، ويزيد من تمسكه بأفعاله التي تزعجك.
- ضيفي مزيد من الاهتمام والحنان عليه ، لأن المبرر أحياناً في إيصال الكلام هو جهد من الطفل للفت الانتباه.
- اعتادا على نقاشه والصدق بينكما، فعادة نقل الكلام قد تكون عادة سيئة.
- علمي طفلك الخصوصية وبالتالي إعادة حماية حرمة المنزل والأسرة والأحداث التي تحدث بينهما داخل المنزل، والتي لا ينبغي لأحد، بغض النظر عن مدى قربه للعائلة ، أن يعرف ما يحدث بين أفراد الأسرة في المنزل.
- غرس الأخلاق الجيدة والنازع الديني امر مهم جداً.
- محاولة الاستفادة من وقت فراغ الطفل في ممارسة الأنشطة التي تفيده.
طرق علاج الطفل الثرثار
- تحدثِ إلى طفلك عن مشكلته وأخبريه أنه سلوك غير مقبول، ويتسبب في إبعاد الناس عنه، وفقدان الكثير من الصداقات.
- اطرحي عليه أسئلة تجبره على الإجابة بنعم أو لا.
- قومي بإشباعه عاطفياً واجتماعياً ونفسياً.
- اشغلي وقت فراغه بعمل مفيد، بما في ذلك المساعدة في الأعمال المنزلية، والعمل التعاوني مع إخوته.
- اجعليه يتكلم ويتحدث من حين لآخر دون الالتفات إليه.
- واجهيه بلطف وحكمة أثناء الثرثرة وأخبريه أنه ينبغي عليه الانضباط في حديثه ، ولا تقومي بتشجيعه على الإفراط في النميمة.
- قدمي لطفلك تدريبًا عمليا منظمًا ضمن عادات الاستماع الممتاز، والقراءة الصامتة والفهم، والقراءة بصوت عالٍ.
- قومي بغرس الثقة في طفلك، وعلمية أن الثقة في نفسه غالبًا ما تتلخص في كلماته.
- لا تمنعيه من ذكر كلام الخير، فالخير ليس نميمة، واطلبي منه التزام الصمت عن قول الشر والباطل.
- قدمي له مثالا صادقاً وكوني مثله الأعلى واجعليه يرى في صورتك وصورة أبيه قدوة حسنة .
في النهاية يا عزيزتي يجب أن تسعى لاكتشاف مشكلة حديث طفلك المفرط لإيجاد الحل بأسرع وقت خاصة إذا كان يسأل الكثير من الأسئلة ولا يتوقف أبدًا .حتى لا يتسبب ذلك في التقليل من قدرات طفلك على التركيز وإضعاف ذاكرته.
التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.