هو أبو حفص العدوي القرشي، ثاني الخلفاء الراشدين، ومن أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، لُقب بالفاروق، وهو من المبشرين بالجنة، أشهر شخصيات التاريخ الإسلامي، اشتهر بعدله وإنصافه المظلوم، فتعالوا نعرف بعض قصص الفاروق.
قصة عمر قبل الإسلام
ولد بعد مولد الرسول بثلاث عشر سنة وذلك بعد عام الفيل، نشأ في قريش وتميز بتعلم القراءة، وعمل راعيا للإبل، تعلم من الرياضة المصارعة والفروسية وكذلك تعلم الشعر، وكان عمر من أشراف قريش وسفيرهم، نشأ في بيئة جاهلية وثنية تعبد الأصنام فكان على دين قومه مغرما بالخمر والنساء.
كان عمر من ألد أعداء الإسلام وأكثر قريش أذى للمسلمين، فكان غليظ القلب قاسي الطبع؛ حتى أنه عذب جارية له علم بإسلامها طوال النهار ثم يصرف عنها قائلا” والله ما تركتك إلا ملالة” ومن قسوته كان يخوف من يريد أن يسلم ويجعله يفر من الإسلام.
Table of Contents
قصة إسلام عمر
على كل ما كان يفعله عمر مع المسلمين إلا أنه كأنه يخفي رقة قلب ولين جانب، تحكي هذا زوجة عامر بن ربيعة حليف بني عدي، فلما رآها عمر تعد نفسها للهجرة إلى الحبشة قال لها كلمة جعلتها تحس أنه رضي الله عنه قد سلم وذلك أنه قال: صحبكم الله فحكت زوجة عامر لزوجها ذلك الموقف فرد عليها قائلا: أطمعت في إسلامه” قالت: نعم قال وانطباعه عن عمر محفور بداخله: فلا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب
وفي تلك الفترة حدثه قلبه لماذا لا يكون هؤلاء الناس على صواب، ورأى أن ثباتهم عجيب جدا، كما أن قائدهم لا تشوبه شائبة، فمعروف بالصادق الأمين، وفي هذا الجو المليء بالمتاعب والانشقاق والحرب، قرر أن يتخلص ويخلص مكة كلها مما أرادوا أن يفعلوا ولم يفلحوا، قرر قتل محمد.
سن عمر سيفه وخرج من داره متوجها إلى نبي الله محمد فلقى واحدا من صحابة رسول الله قد أخفى إسلامه فقال له: أين تريد يا عمر فرد عليه أريد محمدا هذا الصبي الذي فرق أمر قريش، فأقتله فرد عليه قائلا والله لقد غرتك نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي وقد قتلت محمدا
انطلق عمر لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم غاضبا مسرعا بعدما علم أن أخته فاطمة وابن عمه سعيد بن زيد قد أسلما، ذهب إليهما فوجد خباب بن الأرت يجلس معهما يعلمهما كتاب الله، فضرب سعيدا، ثم ضرب فاطمة ضربة قوية شقت وجهها، فسقطت منها ورقة فلما أراد قراءتها أبت إلا أن يتوضأ، فتوضأ وقرأ طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى فاهتز عمر وقال ما هذا بكلام بشر وأسلم ساعتها.
قصة جهاده مع النبي
للرسول صلى الله عليه وسلم في نفس عمر منزلة لا تضاهيها منزلة أحد من الخلق، فكان عمر أحب الخلق إلى الرسول، وكان رضي الله عنه ذا قلب رحيم رؤوف فقد كان حريصًا على دفع الأذى والمشقة والعنت عنه صلى الله عليه وسلم، ومن أهم مشاركاته وجهاداته:
أولًا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستشيره في كثير من الأمور فقد كان مستشارا للرسول صلى الله عليه وسلم.
ثانيًا: كان يجمع رضي الله عنه الصدقة كما سلم له النبي ذلك العمل.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة.
ثالثًا: كتابة عمر رضي الله عنه للوحي، فقد ذكر أهل السير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان من كتاب الوحي.
رابعا: قيام عمر بالفتوى والقضاء
كان عمر من أهل الفتوى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم و كان من قضاة النبي صلى الله عليه وسلم.
خامسا: شارك عمر في بناء مسجد قباء ومسجده صلى الله عليه وسلم
سادسا: مشاركة عمر رضي الله عنه في الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الغزوات غزوة بدر وغزوة أحد وغزوة الخندق وغزوة بني المصطلق وغزوة الحديبية وخيبر وفتح مكة وحنين وتبوك فبهذا نستطيع أن نقول انه شارك في جميع غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم.
قصته والعجوز
خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين
كعادته ليتفقد رعيته كما يكون من الحاكم العادل الذي يعتني بشعبه
مع صاحبه عبد الرحمن بن عوف.
رأى من بعيد في الصحراء نارا فسارا إليها ليتقصى عن شأنها ويعرف صاحبها..
و عندما وصل إليها وجد سيدة تجلس أمام النار و عليها قدر كبير و حولها أطفالها يتألمون من شدة الجوع، فقال الأبناء كلاما جعل عمر يقف مندهشا بل منهارا لا تكاد تحمله قدماه، وقال بعطف للأم: ما هذا يا أم الأطفال، فردت عليه ولم تعرف أنه عمر: يا هذا أبنائي يموتون جوعا وليس عندي شيئا إلا ما أضعه في هذا القدر، فوضعت ماءا وبعض الحصى حتى أسد جوعهم، فقال لها مما تشتكين يا أمة الله؟ فقالت: الله الله في عمر، نزلت هذه الكلمة كالصاعقة على قلب عمر، فما شأن عمر يا أمة الله؟ فقالت: يتولى أمرنا ويغفل عنا، فما كان منه رضي الله عنه إلا أن ذهب لبيت مال المسلمين وأنفق منه لها الدقيق وحمله بنفسه لها، ولم يمض من عندها إلا والأطفال يضحكون.
قصته مع بن الأكوع
في يوم من الأيام خرج عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إلى السوق، وفي يده سلاحه، فرأى بن الأكوع يسير في وسط الطريق، فضربه ضربة خفيفة بالدرة فأصابته وأمره أن يسير جانب الطريق وفي العام التالي قابله في نفس المكان، فقال له: أتريد الحج؟
فقال سلمة: نعم يا أمير المؤمنين، فأعطاه ستمائة درهم ليقضي بها حجه، واعلم أنها الخفيفة (أي إصابته التي أصابها له)
قال سلمة: ما ذكرتها يا أمير المؤمنين.
فقال: وأنا ما نسيتها.
التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.