مع قدوم موسم الدراسة، تحمل كل أم هم الدراسة لأطفالها. وعندما يكون الطفل عنيدًا ولا يجيب على ما تطلبه منه الأم، تصبح المهمة أصعب. وبالتالي تبدأ الأم في التساؤل متى سأفعل ذلك؟ متي سيبدأ الطفل في الدراسة بمفرده؟ . في الواقع، قد تكون دراسة الطفل بمفرده منذ الصغر شيئًا صحياً يساعد الطفل على الاجتهاد بمعرفة مواضيع المدرسة بمفرده وتحمل مسؤولية نفسه. مما يهيئه لتحمل المسؤولية في المستقبل.
على عكس الطفل الدارج الذي يكون على دراية بحضور الأم دائمًا لمساعدته في أداء واجباته المدرسية والدراسة وقد لا يدرس بمفرده أبدًا. حتى عندما يتقدم في سنوات الدراسة، وخلال هذا المقال سنخبرك عزيزي عن الوقت المقبول الذي يمكن لطفلك أن يبدأ فيه المذاكرة بمفرده وطريقة تشجيعه على ذلك.
Table of Contents
متى يبدأ طفلي الدراسة بمفرده؟
تشتكي الكثير من الأمهات من رفض الطفل للمذاكرة بمفرده أو ربما كتابة الواجب المنزلي إذا لم تجلس بجانبه وتساعده في كتابتها. وهي من الأمور المجهدة للأم، خاصة إذا كانت تعمل، وبالتالي فالغريب في الأمر هو أن بعض الأطفال يمكنهم بالفعل الدراسة بمفردهم وكتابة واجباتهم المدرسية دون مساعدة. لكنهم يرفضون القيام بذلك، إلا في ظل وجود الأم. وهذا نتاج خطأ ترتكبه غالبية الأمهات، فبمجرد أن يعودوا أطفالهم على أنهم سوف يذاكرون لهم دائما، حينئذ سيعتمد عليهم الأطفال في كل شيء يخص الدراسة.
وتجدر الإشارة إلى أن ترك الأطفال للدراسة بمفردهم هو أحد العناصر التي تعلم الطفل أن يتحمل المسؤولية ويعتمد على ذاته. وفي الحقيقة لا نعني أن الأم تترك طفلها تمامًا دون متابعة، ولكن والمقصود أن تتركه ليراجع بمفرده أثناء دراسته وتابعه من حين لآخر، ويجب مساعدته في الأجزاء التي يصعب عليه معرفتها أو حلها بمفرده.
ويقول أخصائيون التعليم أنه لا يوجد عمر محدد لتعويد الطفل على المذاكرة بمفرده. لأن الأمر يعتمد على قدرات الطفل، ولكن بشكل عام يوصى بمتابعة الطفل في المرحلة الابتدائية من التعليم ومساعدته على الدراسة وأداء واجباته المدرسية. وفي آخر المرحلة الابتدائية، أي من سن عشر سنوات. يجب على الطفل أن يؤمن بنفسه للمذاكرة بشكل كامل. ولا يستعين بالأم إلا في الأجزاء التي يصعب عليه معرفتها بمفرده.
من هنا ستبدئين في تعويد الطفل على الدراسة بمفرده بدءًا من المرحلة الإعدادية، عندما يصبح الطفل بالغًا. وسيبذل أقصى قدر يمكنه خلاله الدراسة والبحث عن الحلول والإجابات بمفرده دون مساعدة أحد. وتؤكد الدراسات أن الطفل الذي يعتمد على نفسه في الدراسة يؤدي بشكل أفضل من الطفل الذي يعتمد على الأم في المراجعة.
اعتماد الطالب على نفسه
لا يتعلق الأمر فقط بأداء الواجبات المدرسية، فإن تعويد الطفل على الدراسة يتطلب عدة خطوات سنذكرها لك عزيزي وهي كالتالي:
الخطوة الاولي النظام
من بداية دخول الطفل إلى المدرسة، اجعليه يعتاد على ترتيب مكتبه بمفرده. وتقسيم الكتب ومستلزمات الدراسة بطريقة تسهل عليه البحث عما يحاول العثور عليه.
من ثم اجعلي الطفل يعيد ترتيب حقيبة المدرسية بما يتوافق مع جدوله اليومي.
الخطوة الثانية التشجيع وتقسيم الوقت
امنحي طفلك الثقة التي يحتاجها، فقد يرفض المراجعة والقيام بالواجب المنزلي بمفرده خوفًا من حدوث خطأ. لذلك شجعه دائمًا على المراجعة ولا تنتقديه كلما ارتكب خطأ. وحاولي سؤاله من وقت إلى الوقت إذا كان بحاجة إلى مساعدة.
اجعلي طفلك يشارك معك في عمل جدول دراسي لتقسيم الوقت لمحاولة أداء الواجبات المنزلية اليومية، ووقت لمراجعة الدروس القديمة، ووقت للترفيه. واطلبي منه تقسيم الجدول على طريقته الخاصة، حتى يلتزم به. ولا يشعر أنها مفروضة عليه، مع الأخذ في الاعتبار جدول المدرسة، حتى يتمكن من دراسة الموضوعات جنبًا إلى جنب مع المدرسة.
الخطوة الثالثة توفير كافة الأغراض و ضبط الإضاءة
حاولي دائمًا توفير العناصر التي يحتاجها الطفل بجانبه. حيث ان واحدة من أهم الطرق للهروب من الدراسة هي أن يحث الطفل عدة مرات على شرب الماء أو تناول وجبة خفيفة أو البحث عن قلم أو ورقة، لذا قدمي له كل ما يحتاجه على المكتب.
تأكدي من أن الإضاءة داخل الغرفة مقبولة، لمساعدته على الرؤية بوضوح، ولا ترهق عينيه. واستخدمي مصباحًا مكتبياً إذا كانت المساحة مضاءة بشكل سيئ.
الخطوة الرابعة المتابعة
تابعي طفلك من وقت لآخر. ترك الطفل يذاكر بمفرده لا يعني تركه بشكل كامل. ولكن يحتاج طفلك للمتابعة والإشراف والدعم النفسي والتشجيع خاصة خلال فترات الامتحان.
علمي طفلك استخدام الويب للبحث عن الأشياء التي يصعب عليه معرفتها. لان البحث يساعد في حفظ المعلومات جيدًا، وإذا لم يجد ما يحاول العثور عليه، فستساعدينه.
الخطوة الخامسة عدم الاجبار
لا تجبري طفلك على المذاكرة بطرق غير تعليمية، مثل الصراخ أو معاقبته كلما رفض المذاكرة، خاصة مع الأطفال الصغار. فقط أخبري طفلك بأهمية الدراسة والطريقة التي يتم بها ذلك بفضل تحقيق حلمه في المستقبل. الذي لن يكون مستعدا ليصبح ما يريده إلا من خلال اجتياز دراسته.
احرصي على منح الطفل فترات راحة، امنحيه عشر دقائق كل ساعة ليريح عينيه ويتحرك أو يشاهد فيديوهات قصيرة. أو يسألك، وتأكدي بان الوقت لا يتجاوز العشر دقائق، حتى لا يشعر بالكسل واللامبالاة من الدراسة.
كيف أساعد ابني على التركيز في الدراسة؟
مشكلة قلة التركيز من أكثر أسباب حرص الأم على المذاكرة مع الطفل وعدم تركه وشأنه. فتفعل ذلك خوفًا من تشتيت تركيزه. ولكن لا يستطيع الطفل الدارج الذي لا يستطيع التركيز حتى مع وجود الأم إكمال المهام المحددة له في الوقت المحدد ويستغرق وقتًا طويلاً لمحاولة إكمال واجباته المدرسية ومراجعة دروسه. لذلك سنخبرك، عزيزتي أدناه، ببعض النصائح لمساعدتك لطفل التركيز أثناء الدراسة بمفرده. ومن ضمن النصائح الآتي:
ضعي جدولًا دراسيًا أو روتينًا
وضع جدول زمني يجعل الطفل يشعر بأهمية إنجاز ما عليه القيام به و يساعده في ترتيب شؤونه. ومن الأفضل تكوين جدول أسبوعي مقسم بما يتفق مع جدول المدرسة. و جدول يومي يحتوي على كل شيء مرتبط بأنشطة الطفل اليومية. من وقت الدراسة، ووقت الفراغ، ووقت التمرين. ذلك حتى يتمكن الطفل من تقدير قيمة ما لديك من وقت. وتحققي من أن يركز في واجباته المدرسية لإنهائه في الوقت المحدد.
تجنبي الإلهاءات
قومي بإيقاف تشغيل الهاتف والتلفزيون والكمبيوتر قبل البدء في الدراسة. لأنها من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تشتيت انتباه الطفل وعدم تركيزه. واكتبي قائمة بالمهام الأسبوعية التي يجب على الطفل إنجازها طوال الأسبوع. ثم اجعليه يحذف كل مهمة ينهيها، لأن هذا يشجعه على إنجاز ما عليه القيام به.
النوم لفترة كافية
تأكدي من حصول طفلك على قسط كافٍ من النوم. لأن السهر والنوم المتقطع يجعل الطفل مشتتًا وغير قادر على المذاكرة أو التركيز خلال يوم الجامعة.
اختاري الألعاب التي تساعده علي التركيز
اختاري الألعاب التي تساعد طفلك على التركيز، مثل الألغاز وتكوين الكلمات . حيث تساعد جميع هذه الالعاب في جذب انتباه الطفل وزيادة قوة تركيزه.
توفير الهدوء
الطفل الذي يتشتت انتباهه بسرعة لا يستطيع التركيز مع الضوضاء. سواء كان ذلك من التلفاز أو صراخ إخوته، لذا وفر لطفلك مكانًا مغلقًا يمكنه الدراسة فيه. وتأكدي من توفير جو هادئ له.
التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.