Table of Contents
سبب نزول سورة الكوثر
نزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم ليثبت قلبه، فهو معجزة اله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم، لما في القرآن الكريم من أدلة وبراهين تثبت أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق ولا خالق سواه، ويدعو القرآن الكريم إلى عبادة الله تعالى وترك عبادة الشرك واهله، لذلك كل آية في القرآن الكريم لها مناسبة نزلت من أجلها، فالقرآن الكريم كلام الله تعالى أنزله على نبيه لكي يكون حجه على من يكفرون بالله تعالى ويشككون في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم.
سبب تسميت سورة الكوثر بهذا الاسم
لكل سورة في القرآن الكريم اسم يرتبط بأمور أو أحكام أو مواقف حدثت فسميت السورة لكي تربط اسم السورة وما في السورة من تفاصيل مثل سورة المجادلة سميت هكذا لأنها تروي قصة السيدة التي ظاهرها زوجها فجاءت تشكي أمرها لرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك سورة عبس عندما أعرض النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل الذي جاءه، وهكذا كل سور القرآن الكريم فهو وحي يوحى وليس من صناعة أحد وإلهام بشر، لذلك فقد سيميت سورة الكوثر بهذا الاسم فالكوثر اسم دال على الخير الكثير الذي أنعم الله تعالى به على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ومن هذا الخير نهر الكوثر الذي أنعم الله به تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم فهو حوض وهبه الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم مكافأة لأمته نهر من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا وينال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تحدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبته الكرام رضوان الله عليهم حيث قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم (أنه كان جالساً ذات يوم في صحابته، فغفا إغفاءةً ثم تبسم وقال لهم: “أَتَدْرون ما الكوثرُ؟ فقلنا: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: فإنه نهرٌ وعَدنِيه ربي عزَّ وجَلَّ، عليه خيرٌ كثيرٌ، و حوضٌ تَرِدُ عليه أمتي يومَ القيامةِ، آنيتُه عدد النجومِ)
فضل سورة الكوثر
كل ما ورد في أن الذي يقرأ سورة الكوثر في يوم الجمعة بأنه سيسقيه الله تعالى من نهر الكوثر فكل ما ورد بشأن هذا ليس صحيح، ولكن من فضل السورة أنها تحدثت عن نهر الكوثر الذي أعطاه الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من شرب من هذا النهر شربة لا يظمأ بها ابدا.
أسباب نزول سورة الكوثر
لكل سورة من سور القرآن الكريم سبب نزول ومناسبة جاءت الآيات تدل على معنى أو موقف او حكم أو مناسبة معينة، وقيل المفسرون في كتاب سبب النزول أن سبب نزول سورة الكوثر يعود لما جاء عن واحد من المشركين يسمى العاص بن وائل عندما وجد النبي صلى الله عليه وسلم خارج من المسجد والعاص ذاهب إليه، وكان مجموعة من كفار قريش متواجدين فيه، فسألوا العاص مع من كان يتكلم، فقال مع الأبتر يقصد بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى كلمة الأبتر في اللغة الذي لا ولد له، وفي ذلك الوقت كان عبد الله بن النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضي الله عنها توفي، فحينها أنزل الله تعالى سورة الكوثر لهذا الموقف، وهذا ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حيث قال في شأن سورة الكوثر (نَزَلَتْ فِي الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَهُوَ يَدْخُلُ، فَالْتَقَيَا عِنْدَ بَابِ بَنِي سَهْمٍ وَتَحَدَّثَا وَأُنَاسٌ مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ فِي الْمَسْجِدِ جُلُوسٌ، فَلَمَّا دَخَلَ الْعَاصُ قَالُوا لَهُ: مَنِ الَّذِي كُنْتَ تُحَدِّثُ؟ قَالَ: ذَاكَ الْأَبْتَرُ، يعني النبيّ صلوات الله وسلامه عليه، وَكَانَ قَدْ تُوُفِّيَ قَبْلَ ذَلِكَ عَبْد الله ابن رسول الله وكان من خديجةَ وكانوا يُسَمُّون من ليس له ابنٌ أبترَ؛ فانزل الله تعالى هذه السورة)
وقيل أيضا في شأن سورة الكوثر أن الله سبحانه وتعالى أنزل هذه السورة لأن المشركين كانوا يضايقون النبي صلى الله عليه وسلم كما رأوه قالوا إن أتباع محمد من الضعفاء فلو كان دينه الحق لتبعه أكابر قريش ومن لهم مكانة ورأي من عشيرته.
وكان المشركين عندما يروا المؤمنين في كرب وشدة فرحوا بذلك وينتظرون أن يقضى عليهم وينقطعوا، ويعود لهم منزلتهم وكرامتهم التي قضى عليها دين محمد صلى الله عليه وسلم، فأتت هذه السورة تؤكد للنبي صلى الله عليه وسلم أنا سيرته باقية وذكره في دوام، وأن الذين يتحدثون عن النبي صلى الله عليه وسلم هم الذي سينقطع ذكرهم ونسلهم ولا يذكرون إلا بالقبيح والذل والمهانة.
بعض ما جاء عن سورة الكوثر
لقد اجتهد المفسرون في إيضاح معنى الكوثر الذي سميت السورة باسمه وتوصل إلى مسميات كثيرة تحمل مقصد الكوثر منها الكوثر هو العلم، وقيل أيضا الكوثر هو النبوة، وقيل القرآن، وقيل الشفاعة التي أوجبها الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، وقيل هو حوض النبي صلى الله عليه وسلم الذي وهبه له الله سبحانه وتعالى، وقيل إن الكوثر كثرة النسل والذرية والتي على هدى النبي صلى الله عليه وسلم.
العبرة من نزول سورة الكوثر
إن الله سبحانه وتعالى يدافع عن نبيه صلى الله وعليه وسلم والذين أمنوا معه، وتؤكد أن الكفار مهما وصلوا فإن السوء عليهم وعلى أعوانهم، وأن دين الله تعالى باق ولا أحد يستطيع أن يقف أمامه وذلك لأنه مؤيد من عند الله وهو دين الحق، وإن على المؤمنين أن يثبتوا على الطاعات والله سبحانه هو القادر على الدفاع عنه ومحق أعدائهم.
تفسير مختصرلسورة الكوثر
- بدأ الله سبحانه وتعالى السورة الكريمة ببشرى للنبي صلى الله عليه وسلم ولإمته بكرم الله تعالى عليهم
- فأعطى للنبي صلى الله عليه وسلم نهر الكوثر والذي هو أشد بياضا من اللبن، ومذاقه أحلى من العسل، ورائحته أطيب من رائحة المسك، ومن شرب منه لا يظمأ أبدا.
- وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالعبادة وإقامة الصلاة لله وحده لا شريك له، وانحر ذبيحتك وعظم شعائر الله تعالى، فإنه تعالى هو صاحب النعمة والفضل عليك ، كما قال الله تعالى لنبيه قول يا محمد(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).
- وبعد أن أعطى الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم البشرى، وأمره بالتقرب لله وأداء العبادة شكرا لله على نعمه، وعده سبحانه وتعالى أن يتم الله عليه النعمة بأن يجعل أعداءه هم المقهورين الأذلاء والمنقطع نسلهم ولا يذكرون إلا بالعذاب في الدنيا والأخرة.
- ووعده بأن ذرية النبي صلى الله عليه وسلم هي الباقية، وذكرك هو الدائم.
- لم يكن كره المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم لشخصه لا فهو كانوا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم لأخلاقه وأمانته، ولكن كانوا يكرهون ما جاء به من الحق والحكمة لأنها جاءت فرقت كلمتهم وضيعت أحلامهم وعاب في عبادتهم.
فالحمد لله الذي نصر عبده ونصر المؤمنين معه ورفع ذكرهم وجعل كلمتهم هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ولم يكون لهم إلا سوء الحظ في الدنيا والأخرة.
التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.