الخوف هو شعور فطري عند الإنسان، لذلك قد يكون الخوف عند الأطفال ظاهرة لا تسبب القلق دائمًا. وعادة ما يعاني الأطفال من مشاكل في التعامل مع الحيوانات والحشرات، أو التواجد أثناء الظلام. وقد يخافوا من مكان ما، أو الاقتراب من الغرباء مثلا. وكل هذا لا يثير القلق، ولكن بعض الأطفال يحولون خوفهم من مجرد شعور قصير إلى رهاب مرضي يؤثر على الممارسة التقليدية لحياتهم.
في هذا المقال سنخبرك بعلاج الخوف عند الأطفال وطريقة التفريق بين الخوف الطبيعي والرهاب وكيفية التعامل معه.
Table of Contents
أسباب الخوف المفرط عند الأطفال
لا تقلقي يا عزيزي، يقول علماء النفس أن خوف الطفل الصغير يكون شعورًا طبيعيًا تمامًا يمر به كل طفل، ولكن هناك أسباب متنوعة ستحول خوف الطفل من الأعراض التقليدية إلى مشكلة كبيرة تحتاجها للعلاج والتدخل السريع ومن بين تلك الأسباب:
- خوف الوالدين المبالغ فيه من الطفل عند تعرضه للسقوط أو إصابة ، مما يتسبب في انتشار الخوف والارتباك والتوتر لدى الطفل في مواقف مختلفة.
- عدم الثقة بالنفس لدى الطفل وقدرته على التغلب على المشاكل والمخاطر المختلفة من تلقاء نفسه دون الاعتماد على الآخرين.
- سوء معاملة الوالدين للطفل ، والتعرض المتكرر للتهديدات والعقاب الشديد.
- قلة مشاعر الحنان والاحتواء لدى الطفل.
- مدى سرعة تأثر الطفل من والدته أو والده ، على سبيل المثال: إذا بدت الأم خائفة من حشرة أو حيوان ، فسوف ينتقل هذا الخوف إلى طفلها.
- كثرة تعرض الطفل للإذلال أو الإهانة ، مما يفقده ثقته بنفسه ويجعله يشعر بالخوف على العالم الخارجي.
الفرق بين الخوف الطبيعي الفوبيا عند الأطفال
بعد تحديد الأسباب الأكثر شيوعًا لمخاوف طفلك ، يجب أن تعرفي الفرق بين الخوف الطبيعي والرهاب المرضي.
الخوف الطبيعي: يرافق الطفل منذ السنة الأولى من حياته تجاه أشياء كثيرة، وعلى رأسها الخوف من الغرباء والظلام والحيوانات والأصوات العالية وغيرها من المواقف التي تجعل الطفل يشعر بالخطورة . ورد فعله على الصراخ والبكاء بشدة.
هذا أمر طبيعي تمامًا ولا يسبب القلق، وليس له علاقة بشخصية الطفل على المدى الطويل او في المستقبل . لأنه في هذه المرحلة لا يزال مرتبطًا نفسياً بالأم ، ولا يشعر بالأمان أو الدفء إلا معها فقط.
الرهاب: فهو الخوف من شيء معين يرافق الطفل طوال الوقت، بما يتفق مع اختلاف الظروف والزمان والمكان . ويكون من ضمن بعض الأعراض الجسدية ، مثل: العرق، الرعشة الشديدة، التقيؤ، سرعة ضربات القلب ، برودة الأطراف.
علاج الخوف عند الأطفال
هناك خطوات بسيطة ستساعدك على علاج الخوف الزائد عند الأطفال وهي:
لا تظهري له خوفك
تذكر دائمًا أنك ببساطة نموذج لطفلك . لذلك من المهم أن تظهري دائمًا شجاعتك أمامه في العديد من المواقف. حتى يتمكن من اكتساب الطمأنينة منك . ويعرف كيفية التأثير على أي شيء ويعطيها حجمها . حتى لا تسببي له القلق والخوف الدائمين . فقط واكتشفي كيف تكوني نموذج مهم لطفلك.
لا تسخري من مخاوفه
أسوأ شيء ستفعلينه مع طفلك هو أن تسخري من مشاعره. فعليك أن تفهمي أنه يمر بأزمة بالفعل . وأن جعل الطفل أضحوكة سيفقده ثقته بمرور الوقت. حيث ان الحب والاحترام وتسليط الضوء هي فكرة لتغلب الطفل على مخاوفه. ولعلاج الخوف الزائد عند الأطفال.
لا تتجاهلي مشاعره
احتوي طفلك عندما يشعر بالخوف ، وعدم تجاهل مشاعره وطمأنته للتغلب على كل مخاوفه. اسأليه وحددي ما يخيفه فهذا الكلام سيساعدك على التغلب على الأمر . ويحميه من التعرض لمواقف ستسبب له مشاكل نفسية فيما بعد.
افهمي خوفه
انتبهي جيدًا إلى حقيقة أن طفلك لا يزال في مرحلة اكتشاف الكوكب من حوله. بالإضافة إلى استخدام خياله ، وهذا ما يدفعه لتقديم مواقف وأشياء أكبر من حجمها . ويزيد من خوفه من كل شيء، فلا تجعليه يشاهد أفلامًا مخيفة أو عنيفة، وركزي على ألعاب لا تتناسب مع عمره.
اكتشفي تفسيرات خوفه
واحدة من أهم الخطوات في علاج طفلك من الخوف هي التحدث معه حول أسباب خوفه . مع التأكد من أنك ببساطة تفهمي هذه المخاوف تمامًا. واجعلي بهذه الطريقة طفلك يشعر بالأمان ويشعر أنه من المقبول تحديد كل ما يشعر به بدقة دون القلق أو الإحراج.
وقف التوجيهات السلبية
عندما تقومي بتدوين ملاحظات حول مخاوف طفلك ، اختاري طريقة لطيفة وغير منفرة . على سبيل المثال ، لا تخبريه: “صديقك أو أخيك الأصغر أو ابن عمك ليسوا خائفين ، لا تكن جبانًا ، فأنت كبير ” وغيرها من العبارات السلبية ، التي يمكن أن تضر بنفسه بشكل كبير ، بل شجعيه بكلمات إيجابية ، مثل:” أنت شجاع ، وستكون جاهزًا للتغلب على خوفك “بعد ذلك.
في النهاية ، كونك بالقرب من طفلك واحتوائه هو أهم شكل لعلاج الخوف عند الأطفال . وتأكدي من أن الأمر مؤقت ويمكن التغلب عليه مع تقدم العمر . وبمجرد الشك في أنه يتميز برهاب تجاه أشياء معينة فمن الضروري بالطبع استشارة الطبيب قبل تعقيد الأمور.
خوف الأطفال في وقت النوم
يخشى العديد من الأطفال من الظلام والكوابيس، وذلك يعتبر أمر شائع بشكل خاص في مرحلة ما قبل المدرسة . لأن خيالهم واسع ، ويمكنهم تخيل أشياء ليست كما هي. لذلك ، من المهم أن تتعهد الأم بمساعدة طفلها على الاستقرار قبل أن يناموا . خلال هذا المقال نقدم لكم خطوات لمعالجة خوف الأطفال عند النوم.
يقول احدي أخصائيين علاج الأطفال ، إن الخوف من الظلام يؤثر على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام . وبمجرد أن يكبروا بما يكفي لتكوين تصورات ، فإنهم لا يملكون الحكمة للتمييز بين الخيال والواقع.
علاج الخوف عند الأطفال عند النوم
في الغالب ، الخوف من النوم والكوابيس أمر طبيعي عند الأطفال ، ولا داعي للقلق منه. فإذا كان طفلك يعاني منها وكان مقتنعاً أن هناك شيئًا ما كامنًا في الظل ينتظر أن يتم اكتشافه . فإليك بعض الخطوات لمساعدة طفلك على التغلب على مخاوفه أثناء النوم:
- امنحي طفلك لعبة مثل دمية محشوة أو حيوان محشو ليحتضنه أثناء نومه.
- تجنبي جعل طفلك يشاهد الأفلام أو القصص أو البرامج التلفزيونية المخيفة ، خاصة قبل النوم.
- استخدمي أباجورة أو مصباح إضاءة منخفضة، حتى لا تصبح غرفة نومك مظلمة تمامًا.
- إذا استيقظ طفلك من كابوس ، فقومي بتهدئته وطمأنته حتى يشعر بالأمان.
- لا تحضري طفلك إلى غرفة نومك، أو تنامي بجواره في غرفته عندما يكون خائفًا . لأن هذا قد يجعله يعتمد عليك بدلاً من تطوير مهاراته في التأقلم.
- اسألي طفلك عما حلم به وأيقظه لمساعدته على التغلب على مخاوفه والعودة إلى النوم.
- حاولي تحديد طبيعة مخاوف طفلك ، واستمعي جيدًا له، واسأليه أسئلة مفتوحة للسماح له بإبلاغك بما يجعله خائفًا أثناء النوم.
- لا تسخري أبدًا من مخاوفه ، التي قد تبدو مضحكة أو تافهة بالنسبة لك ، وحقيقية جدًا لطفلك.
- اقنعي طفلك أن النوافذ في غرفته مغلقة بإحكام ، إذا كان ما يخيفه هو تلك النافذة ، لأن الأطفال أحيانًا يشعرون وكأن أحدهم قد يكسر نافذتهم.
طرق اخري لعلاج الخوف عند الأطفال
- لا تجبري الطفل علي عدم الخوف من الظل الموجود على الجدران. بدلاً من ذلك ، قومي بإزالة الألعاب والأشياء التي تلقي بظلالها على تلك الجدران في أقرب وقت لأن الأضواء مطفأة وتخيفها.
- لا تدعمي تصورات طفلك عن المخلوقات الخيالية بإخباره ، على سبيل المثال ، “سأدمر المخلوق “او ” دعني أؤكد أنه لا يوجد أي وحوش تحت السرير” أو “إذا كنت فتى صالحًا و تسمع الكلمات ، ستختفي الوحوش “، لأنه من خلال طريقتك ستؤكدين لطفلك أن هذه المخلوقات والوحوش موجودة ، وهذا قد يؤخر موعد النوم بدلاً من تهدئته.
- حاولي زيادة ثقة طفلك بنفسه ، وتأكدي من التركيز عليه بذكر مخاوفه وأحلامه أثناء النوم.
- شجعي طفلك دائمًا من خلال إعطائه هدية أو قول عبارات إيجابية مثل “أنت تقوم بعمل ممتاز اثناء البقاء في السرير والنوم بمفردك” ، ودائمًا اسمحي للطفل بمناقشة أي مخاوف خلال اليوم.
- اسألي طفلك عما إذا كان يفضل إغلاق باب الغرفة أم لا ، وما إذا كان يريد تعتيم الغرفة أم لا ، فإن تلبية هذه الطلبات ستساعد طفلك على الشعور بالأمان في الظلام.
- قومي بتشغيل الموسيقى الهادئة لمساعدة طفلك على تجنب التركيز المفرط للأصوات حول المنزل . لأن الأطفال الذين يعانون من الذعر الليلي يسمعون باستمرار أصواتًا تبدو غير مألوفة ، وهذا سيجعلهم مستيقظين.
متى تقلق الأم من خوف الطفل؟
على الرغم من أن مخاوف نوم الأطفال شائعة وطبيعية، الا انه يجب عليك استشارة طبيب أو أخصائي في حالة حدوث ما يلي:
- اذا كان خوف طفلك وقلقه شديدًا أو يتفاقم.
- بدأت مخاوف طفلك بعد تجربة أو حدث مؤلم معروف ، واستمرت لفترة قصيرة بعد انتهائها.
في الختام ، علاج الخوف الزائد عند الأطفال في وقت النوم هو أحد العناصر التي سيتم تحقيقها بنجاح. كل ما عليك القيام به هو الصبر وفهم مخاوف طفلك ، لمساعدته على النوم بهدوء ، واكتساب المزيد من الثقة في نفسه والشعور بالأمان.
التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.