بعد النطق الصحيح لطفلك عندما يبدأ في الحديث والكلام، ستغمرك السعادة والحماسة، لكنه قد يواجه انتكاسات قد تخيب أملك. لذا عليكِ في هذه الحالة التوجه إلى الطبيب لتشخيص حالة طفلك عن طريق طرح بعض الأسئلة.
عزيزتي الأم، نعلم أنكِ تبذلين قصارى جهدك لجعل طفلكِ في أفضل حال، وطرح الأسئلة بخصوص علاج التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي سيساعدكِ ذلك على فهم هذه المشكلة المؤقتة والوصول بطفلكِ للوضع الطبيعي الذي كان عليه وإتباع طرق علاج التأتأة عند الأطفال بعد النطق السليم، وبالتالي سوف يتعافى طفلك لذا تابعي قراءة هذا المقال لمعرفة المزيد عن التأتأة عند الأطفال وأنواعها وطرق علاج التأتأة ومتى تصبح التأتأة خطراً على الطفل.
Table of Contents
ما هي التأتأة عند الأطفال؟
التأتأة (اضطراب الطلاقة في الطفولة): هي اضطراب في الكلام يتصف بتكرار الأصوات أو المقاطع اللفظية أو الكلمات، وإطالة الأصوات والانقطاعات في الكلام. كما يصاحب هذا بعض التعبيرات الغير عادية في الوجه والجسم نتيجة للمجهود المبذول أثناء التحدث.
علامات التأتأة عند الأطفال
عزيزتي إذا وجدتي تلك العلامات ظاهرة عند طفلك بصورة ملحوظة من الضروري التوجه إلى الطبيب على الفور، ومن تلك العلامات:
- توتر ظاهر في وجه طفلك عندما يتكلم.
- تجنب طفلك الحديث والكلام مع الناس.
- يواجه الطفل صعوبة في نطق الكلمات.
- الإطالة والمد في الكلمات ووقوف الطفل على الحروف لمدة طويلة.
- إعادة تكرار الكلمات والحروف.
ما أنواع التأتأة عند الأطفال ؟
هناك أنواع مختلفة من التأتأة عند الأطفال، ومنها:
التأتأة في النمو
هذا هو النوع الأكثر شيوعًا من التلعثم عند الأطفال، والذي يحدث عادةً بين سن 2 و 5 سنوات وقد يحدث أيضاً في حالة تأخر نمو الكلام واللغة لدى الطفل.
التأتأة العصبية
تحدث التأتأة في هذا النوع بعد إصابة الدماغ، وذلك بسبب حدوث مشاكل في الإشارة بين الدماغ والأعصاب والعضلات. فتؤدي إلى ضعف القدرة على المشاركة في الكلام ومن هنا تظهر التأتأة.
التأتأة النفسية
ليست شائعة ويحدث هذا النوع غالباً بعد صدمة نفسية قد تعرض لها الطفل أو بسبب مشكلة نفسية.

التأتأة عند الأطفال
تشخيص التأتأة عند الأطفال بعد الكلام الطبيعي
يتم تشخيص الحالة من قبل أخصائي التخاطب أو اختصاصي علم أمراض النطق، وذلك عن طريق طرح بعض الأسئلة حول السجل الصحي لطفلك، بما في ذلك وقت بداية التأتأة وكيف يؤثر التلعثم على حياته، مثل علاقاته مع الآخرين واداءه المدرسي.
سيتحدث أيضاً إلى طفلك وقد يطلب منه القراءة بصوت عالٍ لرؤية الاختلافات الدقيقة في الكلام، بما في ذلك التمييز بين تكرار المقاطع والكلمات الخاطئة للكلمات التي قد تكون طبيعية عند الأطفال، وللتأكد من عدم وجود مرض أساسي يمكن أن يسبب التأتأة، مثل متلازمة توريت.
علاج التأتأة عند الأطفال
يشخص في البداية أخصائي أمراض التخاطب واللغة حالة طفلك، لاتخاذ القرار الصحيح بشأن أفضل طريقة للعلاج، حيث أن هناك العديد من الأساليب الموجودة لعلاج الأطفال الذين يعانون من التأتأة، وتشمل على:
علاج التخاطب
يعلّم الطفل البطء في نطق الكلمات، وملاحظة متى بدأ التأتأة في الكلام وبمرور الوقت، قد يستطيع الطفل التحدث بشكل طبيعي ويصبح أكثر طلاقة.
العلاج السلوكي المعرفي
يساعد هذا النوع من العلاج النفسي على تحديد طرق التفكير التي يمكنها أن تزيد التلعثم سوءًا ويعمل على تغييرها، كما يعمل أيضاً على علاج مشكلات الثقة بالنفس أو القلق أو التوتر التي ذات صلة بتأتأته في الكلام.
الأجهزة الإلكترونية
تساعد الأجهزة الإلكترونية على تحسين طلاقة الكلام عند الطفل لأنها تساعد الطفل في تغيير رد فعل السمع لديه. وهذا يحدث عندما يسمع الشخص الأصوات بطرق مختلفة وهذه التقنية تم استخدامها منذ عدة سنوات كعلاج للأشخاص الذين يعانون من التأتأة .
التواصل بين الآباء والطفل
مشاركة الآباء طفلهم في التحدث بطلاقة وبشكل صحيح جزء رئيسي من التعامل مع التأتأة، ويمكن للمختصين في أمراض التخاطب واللغة تحديد نهج العلاك الأنسب للطفل.
متى تكون التأتأة عند الأطفال خطيرة؟
الذكور أكثر عرضة للتلعثم من النساء، وإذا لاحظت أيًا مما يلي بشأن طفلك، يجب أن ترى أخصائي أمراض النطق واللغة بأسرع وقت:
- التلعثم يستمر لأكثر من ستة أشهر.
- يحدث التلعثم مع مشاكل أخرى في الكلام والتخاطب واللغة.
- تصبح التأتأة موجودة بصورة مستمرة وتزداد مع تقدم الطفل في السن.
- يسبب التلعثم توتر في العضلات أو صعوبة بالغة في التحدث.
- يؤثر التلعثم على قدرة الطفل على التواصل بشكل فعال في المدرسة أو في المناسبات الاجتماعية.
- جعل طفلك قلقًا أو يعاني من مشاكل عاطفية، مثل الخوف أو تجنب المواقف التي يُطلب منه التحدث فيها.
- بدأ التلعثم في مرحلة البلوغ.

التأتأة عند الأطفال
نصائح عامة لعلاج التأتأة عند الأطفال
عندما يبدأ الطفل الثرثار بالتلعثم، يلوم العديد من الآباء أنفسهم ويقلقون بشأن جوانب أخرى من حياة الطفل. ولكن في هذه الحالة ينبغي عليكما التوقف عن لوم أنفسكما. كذلك التوقف عن البحث عن الشخص أو الشيء الذي يجب إلقاء اللوم عليه. حيث أن التأتأة نادراً ما تحدث عند الأطفال بسبب الضغوط البيئية والنفسية. وعادة ما تكون هذه فترة مؤقتة في تطوير المهارات اللغوية، ومن المرجح أن يعود الطفل الذي اعتاد أن يكون متحدثًا جيدًا بعد فترة وجيزة. وإليكِ ما يمكنكِ فعله مع طفلك حتى يستطيع التكلم بطلاقة مرة أخرى:
- قومي ببناء ثقته بنفسه وأعملي على التخلص من المشاعر المرتبطة بالتأتأة مثل الخوف والقلق.
- قومي بالتواصل معه بالعين وانتظري بهدوء حتى ينتهي من حديثه ولا تنهي الكلمات أو الجمل وهو يتحدث ولا تظهري أي علامات على الصبر أو الإحباط.
- لا تنصحيه بأن يأخذ نفسًا عميقًا أو يبطئ أو يبدأ في الحديث، لأنك قد تزيدين المشكلة سوءًا فقط من خلال زيادة وعيه بالمشكلة.
- تحدثي إليه بهدوء وبطء، فإذا تحدثتِ بسرعة فقد يستعجل لمواكبتك.
- حافظي على تعابير وجهك اللطيفة عند التحدث معه.
- كرري الجملة التي نطقها بطلاقة حتى يعرف أنكِ تفهمينه، وحتى يتمكن من سماعها بطلاقة.
- خصصي وقتًا كل يوم لإجراء محادثة معه ممتعة وخالية من التوتر والإجهاد.
- أخلقي جوًا هادئًا دون تسرع قدر الإمكان.
- ابحثي عن الأنشطة التي لا تتطلب محادثة، مثل الرسم أو القراءة أو الرقص أو اللعب في الهواء الطلق أو أنشطة اللعب غير اللفظية الأخرى.
- أدعمي طفلك من وقت لآخر، على سبيل المثال: يمكنك أن تقولي له، “أحيانًا يصعب على الجميع التحدث.” أيضاً شجعيه على سرد القصص التي يعرفها بشكل جيد وعلى غناء الأغاني البسيطة التي يعرفها.
- لا تنتقدي كلماته أو تصري على المصطلحات الصحيحة.
الخلاصة
بعد أن تناولنا كل ما يخص التأتأة عند الأطفال يا عزيزتي نصيحتنا إليكِ إذا كنتي تشكي ان طفلك لديه هذه المشكلة من خلال الأعراض التي ذكرناها. لا تقلقي وتوجهي إلى الطبيب المختص على الفور لأن هناك العديد من طرق العلاج الناجحة والتي أثبتت فاعليتها لعلاج التأتأة. و يجب ان تعلمي ان هناك العديد من الشخصيات الشهيرة التي تعانى من التأتأة و لم يمنعها هذا من النجاح والظهور. وأخيراً عليكِ أن تدركي أن ضغطك على الطفل لنطق الكلام بشكل صحيح وبطلاقة قد يخلق نوعاً من الضغط النفسي على الطفل يؤدى الى تزايد المشكلة والمقابل يجب ان تساندي طفلك بإظهار الاهتمام والمساندة له.
التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.