قومي بتربية أطفالك على الحب، فهذا يعد من أول الأشياء التي يجب أن ندعها تنمو داخل أطفالنا ليصبحوا محبين وعاطفين مع الآخرين بمجرد أن يكبروا. كما أن تربيته ما بين الحزم واللين، سيجعل طفلك مستقر نفسياً وأكثر سعادة ولطيف ومحبوب من جميع الناس في جميع مراحل عمره، وذو شخصية قوية ويمتاز بثقته بنفسه. نظرًا لأن معرفة أطفالك الأولى بالعاطفة هي من المنزل، كذلك فان شخصية الطفل تنبع من أسرته.
سنتناول في هذا المقال كيفية تعويد أطفالك على التربية بالحب. بالإضافة إلى كيفية تعويد الأطفال على الالتزام والانضباط والعديد من النصائح التي ستساعدك على التربية الصحيحة لطفلك، لذا تابعي معنا.
Table of Contents
كيفية تعويد الأطفال على التربية الإيجابية بالحب
تربية الأطفال على الحب هي إحدى أساليب التعليم الحديث. حيث سيكون من الصعب في البداية إظهار إعجاب ابنك بكِ دون قيد أو شرط أو دون انتظار أي شيء منك. لأن عادةً ما يأخذ الكثير منا الطريق المباشر ويرشون أطفالهم ليحبوهم. لذلك، فإن الرشوة ليست هي الطريقة المناسبة لتعليم أطفالنا طريقة حبنا. وفي نفس الوقت يجب عليهم التفريق بينها وبين الهدية، لأن الهدية قد تكون شكرًا جميلًا تساعد على زيادة التواصل بين الأفراد على نحو عاطفي. أيضاً من الضروري تعليم أطفالك أن قيمة الهدية في معناها وليست في سعرها، كما أنها لا تقتصر على شيء مادياً، بل يمكن أن تكون عملاً أخلاقياً.
كذلك من المهم أيضًا أن يكتشف الصغار أنه ينبغي عليهم تقديم الهدايا للتعبير عن حبهم للآخرين سواء كانوا أصدقائهم أو عائلتهم. وبجانب ذلك هناك العديد من الطرق الأخرى لتعليم وتربية أطفالك بالحب، ومنها:
التربية بالحب هو سحر التعليم على نفسية طفلك
الحب هو أجمل ما يحمله الفرد بداخله، وتعليم الحب قد يدمر جزءًا ضخمًا من هذا الشيء الجميل. فيمكن للطفل أن يتعلم الحب بمفرده من خلال ملاحظة ومراقبة سلوك أفراد أسرته وكيفية تعاملهم معاً. وحينها سيشعر بسحر المودة بنفسه، لذا يجب عليكما إظهار الحب في معاملتكما معاً ليتربى الطفل على الحب.
التربية بالحب والحزم
يحب الأطفال ويتكيفون مع القواعد والحدود والنظام، وبالتالي يجب أن تكونِ حازمة مع طفلك في شرح السلوك الصحيح من الخطأ. كما يجب أن تكونِ عادلة حتى يحبكِ أطفالك، وصداقتك معهم لا تعني أنك ببساطة نسيت دورك كأم. لذلك، لا تترددي في الالتزام بالمبادئ وتنفيذها، وإذا فعلتي هذا سيحبك أطفالك لأنك أم حازمة وواضحة وسيتعلمون السلوك الصحيح من الخطأ.
نصائح في تربية الأطفال بالحب
استمعي إلي أطفالك
على الرغم من أنهم لا يجيدون التعبير عما يحتاجون إليه بالكلمات، إلا أنه في السنوات الأولى من الحياة لن يعرف أطفالك أي شخص أفضل منك. لذا استمعي إليهم جيداً فكل ما يحتاجه المرء هو التحدث والعثور على شخص ما يشعر ويهتم به. وبمجرد أن تسمعينهم سيتعلمون التركيز مع الآخرين، لذا فأنتِ لا تقومي بخدمة أطفالك فحسب، بل تقدمي أيضًا هدية إلى المجتمع.
كوني مرحة
حاولي دائمًا تعليم أطفالك بطريقة مرحة ودقيقة، واكتشفي طرقًا مثيرة وبديلة لنقل المعلومات إلى أطفالك، وأيضاً استخدمي ألعابهم المفضلة لتعرضي لهم درسًا، على سبيل المثال، أخبريهم بقصة دمى الدببة التي يحبونها باستخدام لعبهم. وإذا احتاجوا إلى تقليدك داخل المطبخ، فامنحيهما الفرصة لمساعدتك في أشياء بسيطة، مثل خلط الخضار للسلطة أو تنظيف الطاولة. فلا يجب أن تكون طريقة التربية مملة ومتعبة، وتأكدي من استمتاعك بطريقة حبك لهم وحاولي إضافة بعض المرح لتعزيز الحب بينك وبين أطفالك.
لا تسمحي لأطفالك بمشاهدة مشاهد عنيفة
أبقى أطفالك بعيدين عن المشاهد العنيفة في التلفزيون، وعن مشاهد برامج الأطفال والمسلسلات التي تتسلل إليهم من خلالها فكرة العنف، ولا تقومي بضرب أطفالك وعلميهم الخطأ والصواب بطرق يتسللها الحب وسيتعلمون أن هذا غالبًا ما يكون خطأً ولن يتصرفوا بهذه الطريقة أبدًا في حياتهم.
كنِ عقلانية في التعامل مع أطفالك
لا تثقلي كاهلهم بما يتجاوز طاقتهم ولا تطلبي منهم أن يفعلوا ما لا تعرفيه ولا تفهميه، وساعدي أطفالك على تعزيز ثقتهم بأنفسهم لمواجهة الحياة لاحقًا. كذلك يجب أن تكوني دائمًا هناك من أجلهم وتجعلهم يشعرون بحبك حتى يحبوكِ إلى الأبد.
الاحترام
قومي بتعليم أطفالك احترام الآخرين بقول “من فضلك” أو “هل يمكنني” أو “أعتذر”، فإن تعبيرات الإذن والندم ستجعل طفلك أكثر احتراماً للآخرين، وأكثر ثقة بنفسه وأكثر قوة. كما يجب تعليمه أيضاً الاعتراف بأخطائه واحترام الآخرين، كذلك يجب إعطائه الاهتمام والاحترام. وبالتالي، سيتصرف معكِ بأدب ومع الناس.
الحياة ليست دائمًا حلوة
الخبراء ينصحون بعدم تدليل طفلك طوال الوقت، ومن الضروري أيضاً أن تعلمه بأن الحياة ليست دائما حلوة وعادلة.
النضج والتحكم في النفس
إن تربية طفلك على الانضباط والحزم سيولد ضبط النفس النضج في اتخاذ القرارات عند طفلك. وسيجعل طفلك يلتزم بالمسؤولية والاعتماد على الذات.
التعاطف
الأطفال الذين تم تربيتهم على أسس الالتزام والانضباط هم الأكثر قدرة على أن يضعوا أنفسهم مكان الآخرين والشعور بهم والتعاطف معهم. كذلك يخلق عندهم حب مساعدة الآخرين لنقائهم الداخلي وليس لحساب مصلحتهم الشخصية. ذلك لأنهم قد نشئوا من البداية على تَحَمُّل المسؤولية وليس التدليل دائماً، ولهذا فهم أكثر الناس قدرة على الشعور بغيرهم والتعاطف معهم.
تحمل المسؤولية
الأطفال الذين تحملوا مسئولية ما فعلوا وتعرضوا للعقوبة المناسبة لعمرهم حين أخطئوا، هم الأطفال الأكثر تحملاً للمسؤولية حين يكبرون. لأنهم لم يتعودا منذ الصغر على إيجاد كل ما يريدون بين أيديهم دون تعب، بل عندما أخطئوا وجدوا العقوبة المناسبة. كذلك، عندما تمنوا شاركوا في إحضار ما تمنوه، لهذا تعلموا الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية. لذا ينصحك الخبراء بفرض إحدى المهام البسيطة على الطفل، ومن ثم مكافأته بما يتمنى، ليتعلم دائماً أن المشاركة والعمل يؤديان إلى النتيجة التي يتمناها.
حب النفس والثقة
ربما يعتقد البعض أن الشدة والحزم على الطفل قد تؤدي إلى عدم ثقته بنفسه، وضعف شخصيته. ولكن، أكد الخبراء عكس ذلك، فحين يتحمل الطفل مسؤولية ما فعله بالشكل المناسب لعمره قد يساعده ذلك على زيادة ثقته بنفسه.
الاحترام والأخلاق
أجمع آراء الخبراء على أن الطفل المنضبط الذي تربي على الحزم والشدة في بعض الأحيان، يكونون هم الأكثر احتراماً للقواعد العامة والأكثر خلقاً بالحياة. لذا، فعليكِ أولاً أن تقومي باحترام طفلك حتى يتعلم كيف يحترم الآخرين فيما بعد.
السعادة
تربيتك للطفل بين الحزم واللين، هذا سيجعل طفلك مستقر نفسياً وأكثر سعادة ولطيف ومحبوب من جميع الناس في جميع مراحل عمره، وذو شخصية قوية ويمتاز بثقته بنفسه.
الخلاصة
وأخيراً، عليكِ أن تعلمي يا عزيزتي متى تقومي بتدليل طفلك ومتى تقومي بمعاقبته، كذلك لا تنسى أن العقاب والحزم في التربية بجانب الحب سينشأ أطفالاً ناجحين في حياتهم.
التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.