يتواجد الوسواس القهري بنسبة حوالي 2.5 في كل 5% من المجتمع، أي أنه يوجد شخص مصاب بالوسواس القهري بين كل 20 شخص. كما يعد تشخيص وعلاج مرض الوسواس القهري معضلة مستقبلية كبيرة كما يرجع السبب في ذلك إلي إخفاء مصابي الوسواس القهري لمرضهم لسنوات كثيرة. فقد تتولد بداخله أفكار جنسية أو دينية أو وسواسية يكرها وتؤثر علي حياته بشكل غير مقبول. كما يمتد أعراض المرض ما بين 5 إلي 10 سنوات دون أن يتم العرض علي طبيب نفسي أو مركز متخصص بتشخيص وعلاج الطب النفسي كما تظهر نسبة الإصابة بمرض الوسواس القهري في الرجال من بين سن 6 : 16 عاماً، بينما تظهر في النساء من بين 20 : 29 عاماً أو بعد ذلك السن.
لذلك سوف نتحدث في هذه المقال عن تعريف مرض الوسواس القهري، وأسباب حدوثه، وأعراضه وكيفية علاج مرض الوسواس القهري.
Table of Contents
ما هو مرض الوسواس القهري؟
يعتبر الوسواس القهري أو الاضطراب الوسواس القهري obsessive – compulsive نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق والتوتر، والتي قد تدفع إلي وجود أفكار ومخاوف غير منطقية مؤدية لتصرفات قهرية كما يدرك معظم مصابي الوسواس القهري بتصرفاتهم الغير منطقية لكن تفشل محاولتهم بتجاهلها أو تغييرها. كما تزيد من احترام حالة الضائقة وزيادة القلق.
يضطر الأشخاص المصابون إلي الانصياع لتصرفاتهم القهرية، كنوع من التخفيف من الضائقة كما يتمحور الاضطراب حول مواضيع معينة مثل الخوف من عدوي الجراثيم، والخوف من العشوائية والشك المستمر كما يسبب ردة فعل مستمرة وتكرار لفعل شيء معين علي إصابتهم ببعض الجروح والندوب الجلدية والحوادث في بعض الأحيان.
كما يمتلئ رأس مصابي الوسواس القهري بالأفكار المزعجة المستمرة، وطريقة تعبيره عن تلك الأفكار ويتميز نوع اضطراب الوسواس القهري حسب الطابع التصرفي له.
أسباب مرض الوسواس القهري
ليس هناك سبب صريح وواضح لاضطراب الوسواس القهري، ولكن يوجد بعض النظريات المركزية حول العوامل المسببة لحدوث الاضطراب الوسواس القهري وتشمل الاتي :
عوامل بيولوجية: تشير بعض الأدلة أن اضطراب الوسواس القهري قد يحدث نتيجة تغير كيماوي في جسم الشخص المصاب، أو في أداء وظائفه الدماغية، كما يكون الاضطراب من العوامل التي تكون مرتبطة جينية وراثية رغم أنه لم يتم تشخيص تلك الجينات المسبب لاضطراب الوسواس القهري بعد.
عوامل بيئيّة: يعتقد بعض الباحثين أن الاضطراب الوسواس القهري قد يتنج عن تصرفات وعادات مكتسبة مع الوقت.
مستوي السيروتونين: يعتبر السيروتونين إحدى المواد الكيماوية الضرورية لعمل الدماغ، كما يساهم مستوي السيروتوبين الغير كافي في نشوء الاضطراب الوسواس القهري. فمن خلال الأبحاث التي أجريت علي صور لأدمغة بعض مصابي الوسواس القهري والغير مصابين، أتضح وجود فرق في نمط عمل الدماغ لكلا الحالتين. بالإضافة الي ذلك، أظهرت الأبحاث أن تعاطي الأدوية التي ترفع من مستوي السيروتونين فقد يقلص حدة أعراض مرض الوسواس القهري.
الجراثيم العقديّة (Streptococcus): تشير الأبحاث أن بعض الأطفال المصابين بالتهاب الحنجرة الناتج عن الجراثيم العقدية قد تطور عندها اضطراب الوسواس القهري. لم يتم التصديق تماماً علي الأبحاث التي أجريت عن الجرثومة العقدية وأنها تسبب لاضطراب الوسواس القهري.

أعراض الوسواس القهري الشديد
أعراض مرض الوسواس القهري
تبرز أعراض مرض الوسواس القهري في الأفكار والتخيلات التي تكرر بصفة لا إرادية وعنيدة عن المريض، كما تظهر دوافعه الغير مرغوبة وغير منطقية بالنسبة لأصحابها. كما تثير تلك الوساوس الازعاج والضيق للمصاب، خاصة عند محاولته للتركيز في أمر معين أو القيام بنشاط أخر كما تتمحور تلك الوساوس القهرية في الخوف من مواضيع معينة مثل:
- الخوف من التلوث أو اتساخ أي جزء في الجسم، والحاجة إلي النظافة بشكل مستمر.
- الخوف من العشوائية وعدم ترتيب الأشياء حسب نظرته.
- رغبته الدائمة والجامحة في العدوانية وأذية الآخرين.
- التفكير المستمر والتخيلات المتعلقة بالجنس.
- الإصابة بالعدوي الناتجة عن مصافحة الآخرين أو ملامسة الأغراض التي تم لمسها من قبل شخص آخر.
- الشكوك المستمر حول أمور معينة مثل إطفاء البوتاجاز أو الفرن أو قفل الباب.
- الخوف المستمر من حدوث مكروه له مثل حوادث الطرق.
- الضيق الشديد بدون أسباب محددة أو لحدوث شيء غير مرغوب.
علاج مرض الوسواس القهري
تظهر أعراض مرض الوسواس القهري في مراحل عمرية مبكرة، خاصة في فترة المراهقة والشباب المبكر. قد يكون المريض مدركاً في بعض الأحيان لمرضه رغم ذلك لا يستطيع التحكم بها، بينما في حالات أخري لا يستطيع إدراك صحة الوساوس وأنها أفكار حقيقية وهنا يكون العلاج أصعب. عموماً فإنه لا يوجد علاج قاطع ومحدد، وإنما بعض الوسائل والطرق لتخفيف حدة المرض وتحسين حالة المريض ومن هذه الوسائل:
العلاج النفسي أو السلوكي
يعتمد الطبيب النفسي في علاجه لتحسين حالة الوسواس القهري إلي تعريف المريض بطبيعة مرضه بالتفاصيل، كما يشرح له خطة العلاج ويبدأ الطبيب بعدها بعمل جلسات علاجية يعتمد فيها علي عرض مثيرات لوساوس المريض . ثم يدربه علي القدرة في التحكم علي تلك الوساوس وعدم الاستجابة لها، ويقللها تدريجياً حتي تمنعها نهائياً.
العلاج الدوائي
هناك بعض الأدوية النفسية التي تعمل علي تحسين المزاج وتعالج الاكتئاب والقلق، مما يساعد تدريجياً في علاج الوسواس القهري. يرجح في هذا الأمر الأدوية التي تعمل علي تثبيط إعادة امتصاص السيروتونين الانتقالية، ومنها فلوكسيتين، والباروكسيتين، وسيتالوبرام، كما ينصح الأطباء بتناول تلك الأدوية من مدة 6 إلي 12 أسبوع حتي تصل لتركيز معين في الجسم وتظهر تأثيرها علي المريض وفي الأغلب لا يتم اللجوء إلي تلك الطريقة في العلاج إلا في حالة الضرورة.
التكييف أو التعديل العصبي
يتبع أحياناً علاج التكييف أو التعديل العصبي لخلايا المخ في أمراض الوسواس القهري، كما يتم تعديل النشاط العصبي لمراكز معينة بالمخ ، وذلك من خلال التحفيز المغناطيسي لتلك المراكز أو عن طريق الجلسات الكهربائية.
الاسترخاء
ندرك مدي تأثير الضغط العصبي والقلق والاكتئاب في زيادة سوء حالات الوسواس القهري، لذلك يفضل البحث الدائم عن الهدوء والاسترخاء. فإن رياضة اليوجا أو التأمل أو جلسات التدليك والاسترخاء، كذلك السفر للمناطق الطبيعية الخلابة والهادئة، كما يشكل طرق علاجياً ممتازاً لكثير من مرضي الوسواس القهري.
كيفية مساعدة شخص مصاب بالوسواس القهري؟
يحتاج مريض الوسواس القهري إلي التعامل معه بطريقة صحية، وعدم توجيه الانتقادات له أثناء التعامل، وهذه أهم الطرق لمساعدة الأشخاص المصابين بمرض الوسواس القهري:
- عدم توجيه النقد إليه عند فعله لسلوك قهري، لذلك تذكر أنه مريض وليست عيوب شخصية بيه.
- لا تتطلب منه التوقف عن فعل سلوك معين، وتجبره علي الامتثال، مما يؤدي إلي تفاقم المشكلة.
- أستمر بمدحة عند القيام بأي إنجاز بسيط له، وخاصة عند محاولته لمقامة الوسواس القهري.
- أجعله يركز دائماً عن الأشياء الإيجابية في حياته ويستمر في فعلها.
- أبعده دائماً عن القلق، وأبحث عن الفكاهة والتخفيف عنه بأمور مسلية.
- لا تتحدث معه عن اضطرابه حتي لا تثير غضبه وحزنه.

أنواع الوسواس القهري
ما هي الاضطرابات التي يتم ربطها بمرض الوسواس القهري؟
بعض اضطرابات القلق يتم ربطها بمرض الوسواس القهري ومنها:
هوس نتف الشعر: يميل المصابون بهوس نتف الشعر إلي رغبتهم المستمرة لنتف شعر الحواجب أو الرأس أو الرموش.
سلوكيات إيذاء الجسد: يقوم المريض هنا بوخز جلده أو جرحها وقد ينتج عنه بعض الالتهابات والاضرار الصحية.
اضطراب صورة الجسد: تركيز المريض علي بعض العيوب الجسدية البسيطة، واهتمامه المبالغ بمظهر، حيث لا يكف عن المقارنة بين مظهره بالآخرين.
الوسواس المرتبط بالأدوية: الإفراط في تناول الأدوية تسبب بعض الوساوس المرضية والاضطرابات.
التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.